06-08-2019 08:19 AM
بقلم : منصور عبدالله منصور
تتصف العلاقات بين الدول بأنها في مجملها قائمة على المنافع والمصالح المتبادلة، وهذا بالطبع تنظمه الاتفاقات والمعاهدات والأحلاف وغيرها من الآليات التي تضمن انسيابية العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها.
على الطرف الآخر هناك دول تختلف في علاقاتها التي تقيمها مع دول أخرى متجاوزة مصطلحات المنفعة والاستفادة والمصالح الضيقة لتصل إلى حالة فريدة من الإنسانية والسمو لتذوب هذه الدول حتى يشعر مواطنها ومقيمها من كلا الجانبين أن الحدود قد ذابت وأن المجتمعات قد انصهرت لتشكل حالة من الاندماج الوجداني والقرب الروحي وتتداخل خطوط التواصل والاتصال بين شعوبها لدرجة عالية من الانسجام.
هذا أقل ما يمكن وصفه عن العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا. حيث تتشابه الجغرافيا والديموغرافيا والسياسة الداخلية والخارجية إلى حد بعيد من حيث الوسطية والاعتدال والتسامح ومراعاة الحريات الشخصية وحقوق الإنسان وتوفير سبل العيش الفضلى لمن يعيش على أرض البلدين.
وتتشابه حالة الأمن والأمان التي ينعم بها البلدان إلى حد كبير مع اختلافات بسيطة تفرضها الظروف المحيطة بكل بلد ولكن يبقى المناخ العام يتسم بالهدوء والطمأنينة وحفظ الحياة والخصوصية للجميع.
وبالنسبة لقيادتي البلدين، فقد حبا الله الدولتين بقيادة حكيمة تستند إلى شرعية التاريخ والقبول الشعبي والمؤسسي. كما تتصف القيادتان بالإنسانية والحكمة والقرب من الشعب والتسامح وبذل الجهود الهائلة من أجل تحقيق أماني وتطلعات الشعبين وتكاد تكون وجهات النظر والمواقف المختلفة متطابقة وهناك تنسيق وتشاور مستمر بين البلدين في المجالات كافة.
أثمرت جهود التعاون بين البلدين وعلى مختلف الصعد عن علاقات رصينة ومتزنة قائمة على الاحترام المتبادل والتقدم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرها بما يعود بالخير والنفع على الجانبين.
من يقيم على أرض وتراب دولة الإمارات العربية لا يشعر بالغربة ويندمج سريعا في المجتمع الإماراتي الطيب الذي يتقبل الآخر بغير تعقيد ولا تكلف ولا نظرة تمييزية أو دونية، وأجزم أن الشعور بالغربة والاغتراب يتلاشى سريعا وتصبح رائحة الأرض واحدة والتفاصيل واحدة والمشاعر واحدة وتنتقل وبشكل عفوي من شعور المقيم والغريب إلى شعور المواطن في بلد لا يفرق في المعاملة والتعامل بين الإنسان والإنسان حيث لا تمييز على أساس الجنسية أو الدين أو العرق.
حفظ الله الإمارات والأردن وحفظ الله قيادة البلدين وومتعهما بالأمن والأمان والسلام والسكينة وبارك الله في خيراتهما.
أبو ظبي