06-08-2019 09:12 AM
بقلم : المحامي خلدون محمد الرواشدة
صديقي سيسافر على الحج غدا، وعندما ودعته أصر علي أن اخبره ماذا يحضر لي معه عندما يعود ، رغم أنني قلت له أن سلامته وعودته هي هديتي الأجمل . إلا أنه أصر ...
ترى ماذا أطلب منه ...؟!
في غمرة التفكير والتفضيل ، وتزاحم الأشياء ... وجدت نفسي لا احتاج سوى لوطن .. نعم وطن ولو بحجم وسادة أستطيع أن أغفو عليها ولو ليلة واحدة دون أن تزاحمني الكوابيس على وليمة الحلم فتنهش العظام قبل اللحم.
نعم يا سادتي وطن .. ولو بحجم سجادة صلاة أصلي عليها ركعة واحدة أقرأ فيها للمرة الأولى المعوذات فقط وأنا على يقين بأن المعوذات وحدها ستكفي لتحمي الأمل ، فقد تعبت كل ليلة وأنا أقرأ كافة الكتب السماوية دون بصيص أمل.
صديقي " هات لي معك " كل التفاصيل الصغيرة في اشتياق الغريب والمغترب عن وطنه ، " هرب لي " في قوارير زمزم لهفة الأوطان والحنين والشوق التي تكتنزها المعابر والمطارات في حقائب المغادرين .
صديقي .... اتذكر زمان كيف كان طعم الوطن يعادل طعم شعر البنات والحامض حلو والكعكبان وناشد ، يقولون في سوق الحج يمكن " تلاقي " أرجوك " دور لي " وهات لي ولو كسرة ، أرجوك " دور " لا تكتفي بسؤال أول تاجر ، أسأل الثاني والثالث حتى تجد ، وأن أقنعوك بغيره لا تصدقهم فلا شيء يعادل طعم ذاك الوطن ، وأن وجدت يا صديقي ذوق الطعم وتأكد ، أخاف أن يغشوك فكم من وطن يا صديقي غشوه بحكم تغير المنتج يقنعوك يا صديقي أن ما تغير ليس إلا الورقة الخارجية أما الطعم فهو هو ، لتكتشف أن كل شيء تغير .
صديقي ... لا أريد سوى وطنا بحجم حبة التمر وطنا كوطن أزمان الطفولة .
Khaldon00f@yahoo.com