حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4153

عمي منور ..

عمي منور ..

عمي منور ..

17-08-2019 06:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهم محمد العبادي
في العام الماضي مثل هذا التاريخ كان أبناء العمومة جميعا يبينون في سياراتهم وعلى درجات المستشفى وبين اروقة الأقسام ومنهم من تمسك بباب الغرفة ومنهم من تمسك بالسرير واخرين يضعون ايديهم على الجسد المسجى على السرير بين من يدعو بالشفاء وبين من تختصر دموعه كل الدعاء فالموت حق ولكن يالله الفراق صعب فاختار ما تريد واربط على قلوبنا...
كنت قد غفوت ما يقارب نصف ساعة داخل سيارتي في ساحة مستشفى الاردن وبرفقتي شقيقي عناد وسمعت صوت عمي منور ينادي وينك يا عرمرم كما كان يناديني دوما صحوت بصورة مفزعة وركضنا على السلالم باتجاه الغرفة ووجدت غيمة من أبناء "العرقوب" يتحوطون عمي منور وينادون يا رب يا الله ومنهم من يقرأ القرآن ومضيت بين الجموع حتى وضعت يدي على جسده وكان الأطباء يقومون بانعاش القلب الذي احب الجميع ولم يكن الا الحب للجميع وبهدوء توقف القلب العرمرم مودعا وكان جبلا استوى مرة واحدة ورغم أجهزة التنفس الا ان عيناه بقيت شاخصة علينا وكأنها تودعنا "بخاطركم يا حبايبي" فلك يكن اعز لديه من أبنائه وأبناء إخوانه وأبناء عم مته واقسم بالله العظيم انه يحب أن يجمع الجميع ولا يفرق بين احد..
عمي منور وانا حالة خاصة من الحب لديه بقيت معه واحضنه بكل قوة لدرجة انني وابن عمي حابس وبكر اعتدنا ان قلبه ما زال ينبض ونحن داخل المسجد فاستدعينا شقيقي مصطفى ليكشف عليه ولكنه أكد ان الأمانة عادت لربها وما علينا الا التسليم لأمر الله ومن ثم ذهبنا إلى قبره ونزلت بمعية أبناء عمومتي وكان كل واحد منا أبناء اشقاءه ياخذ مكانه لنودعه وداع الكبار وننزله لقبره وكان نصيبي ان احضنه وانا اسجيه في قبره واستودعناه الله والله من يحفظ الودائع.
عمي منور منذ صغري وانا اعشق ذلك الشماغ الأبيض الذي كان يزين راسه واعشق ذلك الحب المكنون في صدره للجميع وهو الغيور المحب لنا ويتمنى الخير لكل الناس وكنا نسهر على احاديثه منذ الصغر وخلال خدمته العسكرية وصولا لليوم وكان دوما ضاحكا وممازحا فكان العم ونعم العم.
لا ابالغ ان قلت ان أياما كثيرة احاول وقف سيارتي وانظر إلى تحت "العريشه" لعلي ألم طيفك او المح ضحكتك او اسمع صوتك ولا انكر انني أحببتك من صميم قلبي واقسم بالله يا عرمرم اني افتقدك وبالعيد نذهب لنشم "ريحتك" في غرفتك وديوانك..
رحمك الله يا "ريحة" مفضي واحمد ومناور ونويران وحامد وأطال الله في عمر عمي علي ووالدي واعمامنا وأبناء عمومتنا....
رحمك الله يا ابو حابس واسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وتقبل الله منك وغفر لك وجعل عليين مقامك...
رحمك الله يا عرمرم...
مع السلامة يا عمووو








طباعة
  • المشاهدات: 4153
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم