18-08-2019 06:34 PM
بقلم : علاء الذيب
ما يحدث اليوم ، ليس انفلاتا امنيا ، او خرابا للبلد ، بقدر ما هو خراب وانفلات باخلاقنا ، وضياع ادبنا وشهامتنا.
ما يحدث اليوم ، معركة فاصلة ، بين عقولكم وافكاركم ، واصابعكم ستشهد عليكم بكل حرف كتبتموه ، وكذبتم به ، واعدتم نشر تلك الفيديوهات التي لا علاقة لها بالاردن ، بحثا عن كمشة لايكات ، حبا للظهور ، على حساب جملة " فكرتها بالاردن".
ما يحدث اليوم ، هو انحطاط فكري ، واخلاقي ، يعري ذاتنا وانفسنا ، بجلد الاخرين ، بحرية فعلها ، ونذكر على سبيل المثال الصحابي ابو محجن الذي كان مبتلى بشرب الخمر، لكنه كان اذا حضرت الحرب واستعدوا للجهاد كان اول الحاضرين والمدافعين ، وكان يجلد في كل مرة يشرب بها الخمر.
ما يحدث اليوم ، اننا ننصب انفسنا " إله " في الارض " و إله " على الفيس بوك ، وإله في كل مكان وننسى ان نحاسب انفسنا على اي خطأ كان .
مقاطع الفيديو التي اصبحت تغزوا هواتفكم ، اعيدوا النظر بها ، بين من يقيم حفلة خاصة له ، وتشهرون به ، وبين من يرقص مع فتيات في حفلة خاصة ، وبين من هو مخمور وثمل ، لا علاقة لنا بهم ، حياتهم وسيحاسبهم الله عليها ، اعترضوا على فكرة انتشار الخمور والفسق ، ولكن لا تشهروا باصحابها ، فلستم اوصياء الله في الارض.
تذهب شهامتنا ، في كل مشاجرة تحصل هنا وهناك ، فتاريخ اجدادنا ووصفهم " بفكاكين النشب " تحول الى وصف " افضل مصور " يلتقط مقاطع الفيديو لحادث سير او لجثة هامدة او لمشاجرة عائلية ، لنتسابق على نشرها .
تذهب شهامتنا ، ونحن نتسابق بكاميرات هواتفنا ، لنلتقط الحدث ونخترق حياة الاخرين من الزاوية تسعين.
نهاية ، استيقظوا من غفلتكم ، ويا حبذ بقانون فعلي وجاد ، يجلد ظهور اللاهثين وراء نشر الشائعات ، والناعقين باسم الحريات ممن ينكرونها على غيرهم، الذين لا يكلفون انفسهم من ان يتأكدوا من اية اشاعة كانت ، ويتسابقون على نشر الاكاذيب اولا باول.
لستم اوصياء الله في الارض.. انظروا الى داخلكم وكفى..