20-08-2019 10:21 AM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
لم يعد خافيا على أحد الحالة التي يمر بها مجتمعنا ووطننا التي هي حديث وسائل الإعلام وحديث الخاصة والعامة بكل تفاصيلها المحيرة والمقلقة، فالحالة العامة هي نتاج تراكمات تتداخل فيها العوامل الداخلية بتشابك خيوطها، والعوامل الخارجية بأدواتها وأيديها الخفية التي عملت بخبث ودهاء على للوصول إلى هذه الحالة من الوهن والضعف.
وبالتحليل البسيط للوضع الداخلي المؤلم فلا عن يخرج عن أمرين: الأول سطوة المتنفذين وبرامجهم ومخططاتهم التي أدخلت الوطن في نفق لا يبدو له من نهاية، فغالب البرامج الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتربوية مُررت لخدمة فئة محددة من المتنفذين والفاسدين، فمن المستفيد من اضعاف الاقتصاد الوطني؟ ولمصلحة من عجزت جميع البرامج التربوية عن بناء جيل منتم لوطنه؟ ولمصلحة من كان يتم ترويج البرامج الاقتصادية التي افقرت البلاد ببيع مقدراته الوطنية؟ ولمصلحة من تآكل النسيج الاجتماعي في مجتمع كان يفاخر الدنيا بتماسكه.
ورافق ما سبق مظاهر سلوكية غريبة عن المجتمع الأردني هدمت قيمه وأخلاقه وتطاولت على ثوابته، وهزت ثقة المواطن بدولته، فظاهرة الجريمة في زيادة، وظاهرة المخدرات في إزدياد ملحوظ، والتمرد على الدولة في ازدياد مستمر، والفقر والحرمان والتهميش في تصاعد مستمر والمؤسسات الوطنية تتراجع، وحيتان السوق يتضخمون، والتضخم الاقتصادي في ارتفاع مستمر، ورجال الاستثمار يهربون من البلاد، والاستثمار لا وجود له، والعدالة الاجتماعية في أدني مستوياتها بفعل ممارسات المتنفذين والفاسدين.
ومع كل ما سبق فإن النفاق والتمجيد والتبجيل في تصاعد، والمجاملات على حساب الوطن والمجتمع تتصدر الواجهة، والحلول مؤجلة، والمشكلات تُرحل، وهذا الوضع القائم يخدم المخططات الخارجية والمتربصين بالوطن والمجتمع، فهذا الوطن لا بواكي له لوقوعه بين سطوة المتنفذين وعجز الغيورين، فإذا اجتمعت السطوة لدى فئة ، والعجز لدى الفئة الثانية فالنتيجة هي الواقع المعاش، والقادم اسوأ، والله المستعان.