20-08-2019 10:25 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
(الم ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿5﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿8﴾)...........
موقع الايات في السور , وترتيب السور في القران الكريم : كانت من وحي السماء ,وكما هو في اللوح المحفوظ ,فآيات القران حين نزلت , كان هنالك اسباب للنزول ,مما ساعد في فهمها ,وكذلك ترتيب السور على ما هي عليه ,جاءت لفهم الرسالة كونها رسالة هداية ....................
بداية الرسالة كان لها مفتاح الدعاء للهداية باقرار الحمد لله بانه هو رب العالمين ,واقرار الثناء عليه بان الانسان يعيش في ظل رحمته العامة بان سخر الكون للانسان ,والمؤمن يعيش في ظل رحيم نعمته الخاصة التي يتراحم بها المؤمنين ,وتمجيده بانه وارث الدنيا ومالك الاخرة ,فهو الاول والاخر ,فكانت الاستجابة من خلال هذه البداية للرسالة لمن امن بالله ربا ,رسالة القران الكريم الذي يحتوي بين طياته كتاب الكون وهي ايات الربوبية التي نشاهدها والتي نخلق بها ونعيش بها ونهتدي بها ............
مقدمة الرسالة احتوت على اسم الاشارة الحاضرة (ذلك )اشارة لكتاب الكون المنظور االمشاهد ,الذي نجد ذكر تفصيله في الكتاب المبين ,الذي يحتويه القران الكريم ,فكانت حجة موس على فرعون ,وحجة فتية الكهف على قومهم وحجة سيدنا ابراهيم ,بان الله تعالى هو رب هذا الكون ,رب السموات والارض رب المشرق والمغرب ,الذي يحيي ويميت ..............
فآيات الربوبية المشاهدة ,نجدها في كتاب الله مفصلة تفصيلا ,لهذا فان التفكر في خلق هذا الكون ,هو السبيل للهداية والايمان بالغيب بالله تعالى ,والتقرب اليه باقامة الصلاه كون الصلاة كانت مكتوبة على المؤمنين من الملل السابقة ,ومكتوبة على المؤمنين من اتباع محمد عليه الصلاة والسلام ,لهذا فرضت الصلاة في بداية السنة العاشرة للدعوة ,دعوت التوحيد والايمان لتفرض على من آمنوا بالله ,ولهذا فان اقامة الصلاة وايتاء والزكاة من اركان الايمان,لهذا سميت حروب الردة على من ارتد عنها , من قبل من امرنا رسول الله باتخاذ سنتهم ,ويكون الحال نفسه بالمقياس مع الصلاة ,وكذلك احتوت هذه المقدمة على الشروط الاخرى لسبل الايمان وهي الايمان قولا وفعلا بما جائت به الرسالة ,وايمانا بكل ما انزل من كتب على المرسلين, التي تم نسخها في القران الكريم,لتشهد امة محمد صلى الله ربي عليه وسلم على الاقوام السابقة, ويشد الرسول صلوات ربي وسلامه عليه على امته ..............
مقدمة الرسالة ايضا قد صنفت الناس ووصفتهم بمعتقدهم الى ثلاث فآت , وهم المؤمنون ,والكافرون والمنافقون ,واسباب وصفهم ,من موقفهم من رسالة الحق وبراهينها البينة,والاخبار عن قصص الملل السابقة واثارهم الشاهدة,وإعجاز ايات الله في قرآنه الكريم ,التي يدركها العقل الذي منح للانسان , القادر على التمييز والتحليل والإدراك ................
مقدمة القران الكريم تتطلب الوقوف عليها وتدبرها والتفكر بها دائما,لمعرفة سبيل الهداية والاخذ بها والثبات على الايمان لانها اساس الهداية ,ولمعرفة سبل الحرمان وحاجز الحواس بينه وبينها لفهمها ,انها الحكم التي يحكم بها الانسان على نفسه ,لأي صنف هو تابع ,فمقدمة الرساله ,ترشد الانسان ان يكون متواضع للحق ,وان يكون امينا على نفسة وان يصون صدق عهدها مع خالقها ,فبداية الايمان ادراك العقل والاستسلام ,ليتولاه الله تعالى ويعينه على الهداية ........