22-08-2019 09:25 AM
بقلم : مصطفى الشبول
أناقة خارجية
يحكى عن أحد التجار بأنه استورد طلاءً للأظافر من ارخص الأنواع، وبعد أن استخدمته مجموعة من النساء تبين بأنه لا يثبت على الأظافر ، فكسدت تجارة الرجل وتأزم وضعه المادي ووصل إلى حد الإفلاس ، وفي احد الأيام قرأ وبالصدفة على احد المواقع الالكترونية عبارة لأبن رشد يقول فيها : ( إذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلّف كل باطل بغلاف ديني ) فتبسم الرجل وأشاع بين الناس ونشر على المواقع الالكترونية انه وبفضل الله وبحمده تم استيراد طلاء أظافر شرعي يزول بمجرد الوضوء للصلاة ، ففرح الناس وانهالت النساء على شرائه وربح التاجر وقام باستيراد كميات أخرى و أشترى قصراً ومزرعة وكتب على مدخلها ( هذا من فضل ربي).
لا اعرف من أين ابدأ؟ من بعض التجار الذين باتت معظم بيوعهم وتجارتهم بهذه الطريقة ابتداءً من اختيار اسم المحل والمصلحة، وانتهاءً بطريقة التسويق و البضاعة المعروضة وارتفاع أسعارها.. ، أم نحكي عن بعض الرجال الذين تسلّحوا بالدين من خلال تربية اللحى ولبس الثوب القصير في مرحلة قدوم المحسنين والمتبرعين والمنظمات أيام ذروة اللجوء السوري و التنطّح لهؤلاء المحسنين وقنصهم للعمل معهم بالإشراف على توزيع المساعدات للمحتاجين و بناء وصيانة المساجد وأعمال خيرية أخرى ، وفي نهاية المطاف وبعد الانتهاء من مراحل المشروع الخيري ورحيل المحسنين إلى بلادهم تجد هؤلاء الأشخاص عادوا إلى صورهم الحقيقية وسلوكهم وطباعهم السابقة بعد أن وصلوا إلى طباع وسلوك ملائكية أثناء وجود المحسنين والجهات المتبرعة، عدا عن الأحوال المادية الجديدة التي أصبحوا فيها.
أم عن ماذا نتحدث ؟ عن بعض الذين يمتهنون القراءة والتحكم بالجان وطرده وإخراجه من الناس مقابل المال ، وكذا بيع الخلطات المغموسة بالعسل المغشوش وبأسعار عالية جداً عدا عن بيع الماء المقروء عليه من الشيخ الفلاني، والمصيبة بأن بيوتهم وأماكن عملهم مُلئت بالمراجعين والناس البسطاء وخاصة النساء ... حتى أن الخداع والتلميع وصل للزواج فتجد أهل الشاب الذي يريد الزواج يقولوا: بأنه شاب ملتزم ولا يترك فرض بالمسجد بالإضافة انه حنون وقلبه ابيض وكذا أهل العروس يقولوا عن أبنتهم بأنها كل عشر أيام تختم القران و أنها رضيّة لوالديها وتصوم الليالي البيض ويومي الاثنين والخميس ، ومع الأيام وبعد الزواج يذوب الثلج ويبان المرج..
فنقول كفانا تسلح بالدين واستخدامه من أجل الترويج لمصالحنا ولتلميع صورنا، فالأناقة الداخلية أفضل بكثير من الأناقة الخارجية، وصدق الشاعر عندما قال :
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التُقى ، تقلب عرياناً وإن كان كاسياً...