22-08-2019 09:38 AM
بقلم : سالم فلاح المحادين
الحبر الذي إنتقل أثناء تدوين الأرقام من الورقة إلى يدك التي تكتب ..
رأسك المثقلة بضجيج العمل المبني على التوازن والموازنات والتساوي ..
كتفك التي تنزلق تحت وطأة ثلاثة عشر عاماً من البحث الأعزب عن لقمة ..
فقرات ظهرك المتعبة من جلوس خاطئ ومغافلتك لها ليلاً بفقرات أدبية ..
الجهد الذهني المبذول للتماشي مع وظيفة كانت الأخيرة في قائمة طموحاتك المتآكلة ..
الكثافة التي إعتدتها في الإستجابة لكم إتصالات هاتفية لا تعرف ليلاً من صبح ..
الزخم المتنوع في التعاطي مع جماهير تختلف أفكارهم وثقافاتهم ونظرتهم للأمور ككل ..
يحدث أن تلتقي جميع هذه المعطيات والظروف على هيئة هجمة متقنة تمارس دورها في إقناعك حقاً بالملل وذلك في اللحظة التي كنت تظن حينها ولو كذباً بأنك ما زلت في بداية مسيرتك المهنية ؛ ثم حتى الحرف الذي لطالما أدى دور المنفى والملجأ والمهرب والوسيلة الناقلة من غرقك في بحر الحسابات إلى نجاتك في بحر الفصحى ؛ أقول حتى هذا الحرف يرضخ لمزاجك السلبي مع إبتسامة صفراء يخبرك من خلالها بأن لا عودة إلا إذا أردت بنفسك العودة فالأمر كما يرى الحرف منوط بإقصائك لما لا يليق بثقتك ورغبتك في التميز ، لتعود المياه إلى مجاريها متسلحاً بعبارتي التي أعشقها : ( أيتها الأرقام الباهتة : ستنالين طعنتي حرفاً ، وبذات القلم )