27-08-2019 09:17 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
الخوف ظاهرة فطرية شعورية عند الانسان, فهو رد فعل او الحذر من كل ما يعرض حياة الانسان للخطر ,ظاهرة شعورية قوية ,له تاثير على كل المشاعر والغريزة وحواس الانسان ,فلا بد من التعرف عليه ,حتى يحسن الانسان التحكم به ,ويعالج نفسه عندما يطغى الخوف على فطرته السليمة التي يفسدها خوف الرهاب(التخويف).,ويعلوا به عندما يصبح الخوف تعبيرا للحب ,والحفظ, والرحمة ,والشكر ,والحرص عليه في داخل الانسان ,الذي يجد كل ذلك ,عندما يخاف مقام ربه بالحرص عليه في جانب الشكر من نفسة ,ليطهرها من جانب الكفر مدخل الشيطان والاستحواذ عليها ,لتصبح نفس خبيثة تظهر امراضها على الجسد و تصرفات الانسان ,التي تعبر عن تخويف الشيطان للنفس البشرية ,ليخالف الانسان كل الصفات الانسانية ويعيش في نقائضها .................
لقد جعل الله تعالى الخوف من مقامة, مصدره من حرية الانسان وليس العكس ,فخوف الانسان على الشيء يعبر عن الحب والحرص ,فمن علامات اكتمال الايمان الخوف من الكفر ,والحرمان من نعمه ,فالخوف من مقام ربه,هو الحرص على شكر نعم هدايته ,في حين ان الشيطان هو من يخوف اولياءه ,ومن المعلوم ان التخويف لا يكون الا قهرا ,فالله سبحانه وتعالى يطمئن اوليائه ان لا يخافوا على ارزاقهم ,والشيطان يعدهم الفقر,والله سبحانة وتعالى يحث الانسان على الخوف حرصا على كل خير ,والعمل الصالح ,والشيطان يخوف الانسان ,ليصبح انانيا جبان وكاذب ,ايدمر حياته ..........
الكثير يمكن ان يقال عن الخوف والتخويف في حياة الانسان ,والاستنتاج من ذلك ومن اهمها ,استخدام مفاهيمها في تعليم الابناء منذ نعومة اظافرهم, وفطرتهم السليمة ,لينشاء من ذلك جيل خالي من الامراض النفسية ,التي تكون بدايتها مترافقة مع هذه الاعمار ,فتعليم الخوف من خلال الحب والحرص والبرهان ,فالتخويف تنفره النفس البشرية ,والتخويف ينمي الجانب الشيطاني في النفس البشرية ,فلننهي ظاهرة توريث الخوف السلبي وامراضه على النفس وعلى المجتمعات والامة, التي اصبح يتحكم بحياتها ومصيرها اعوان الشيطان من قلة الخوف على حب الايمان .................