27-08-2019 09:17 AM
بقلم : عبدالله علي العسولي
وانا اتسوق في خضم ازمات الشوارع والنوفيتيهات لفت انتباهي اطفال تتراكض هنا وهناك وامهات تلهث ورائهم وآباء تتصبب جباههم عرقاءا من ومضاء حر او من جيوبا انهكتها متطلبات الحياة ...يتراكضون ةراء بعض فمرة عند بائع الاحذية ومرة عند المكتبات ومرة عند النوفيتيه...صراع مع الحياة لتأمين متطلبات اطفال لا يعرفون الحيتان ولا الفاسدين ولا قاطعي ارزاق الناس ممن لا تشبع بطونهم الجرباء
ارَ ابتسامتهم وفرحم لشراء شنطة مدرسه او لزي مدرسي او لقرطاسية وضعوها في جوف حقائبهم التي تكبرهم وتزيدهم طولا ...يبكي هذا الطفل لنقص بعض حاجاته ويضحك آخر وهو يرَ اكتمال طلباته
اباء مزقت قلوبهم قلة الحيلة وجفت شفاهم المًا لقلة حيلتهم وهم يرون فلذات اكبادهم يتظورون هنا وهناك يتلوون لحاجة في نفوسهم لم يستطيع آبائهم توفيرها لهم ..
صراع مع الحياة يولّد عقدا نفسية قد تزمن مع مرور الوقت وقلّة الحيلة ....لا يعرفون من اين يكملون مشوارهم القاسي مع اقساط مدرسة او روضة تعابير وجوههم تتلون لا يعرف حجم وجعهم الا من يعاني مما يعانون
كم افرحني ابتسامات زهرات الحياة وكم آلمني وجع قلوب آبائهم ...
الم الافلاس لا يعرفه الا بنوكا دخل على مدرائها آباء يتلووّن لاعطاءهم سُلفا يكملون بها فرحة ابنائهم ..
جيوبهم التي التهم مقدراتها فساد اصحاب نفوذ يدرسون ابنائهم في ارقى المدراس ويمنحون ابنائهم مصروفا يوضع في اعلى جيوب قمصان ابنائهم ورقا لا معدناً يتنعمون بساندويشات الشاورما التي لا يعرف اسمها بعض ابناء الفقراء
رأيت اطفالا ابتساماتهم تريح النفس والوجدان لا يحملون في قلوبهم النِظرة لا حقدا ولا كرها لأحد ولا يعرفون شيئا اسمه فساد ولا كروشا نتنه مُلئت من اقواتهم ..
اتمنى أن لا تكبُر ايها الطفل كي تظل بريئا باسما ولا تعرف كيف كبُرت تلك الكروش النته على قوتك وقوت والديك، وسرقت السعادة من مبسمك الطيب
ايها الفاسد الحرامي اينما كنت ،عندما تخلو الى مضجعك الا تسأل نفسك وتحاسبها قبل أن توضع في قبرك وانت تعلم انه لا مفرّ من موتك ،كيف ستقابل ملك الملوك عندما يسألك من اين لك هذا