27-08-2019 09:29 AM
بقلم :
منذ بدأ مسلسل رفع الاسعار وفرض الضرائب منذ عدة سنوات عجاف استخدمت الحكومة كلمة رفع فبدأت برفع أسعار الدخان والمشروبات الكحولية وبعض المواد الأخرى التي تعتبر كمالية بالنسبة للمواطن العادي ورفع رسوم بعض المعاملات التجارية والخدمية واخذت حلقات مسلسل رفع الاسعار تتوالى كل عدة شهور حلقة تبدأ بكلمة رفع وخاصة على المواد التي تعتبر رفاهية وبطر بالنسبة للمواطن حسب تقييم الحكومة ثم بدأت تزحف الى بعض المواد الاساسية والخدمية التي تمس اغلب المواطنين حتى ضج المواطن وصرخ بصوت عالي ان هذا بداية عملية الجباية واكتشفت الحكومة ان المواطن الغبي بدأ يفكر فاخترع بعض الاذكياء في الحكومة وهم كثر كلمة تعديل اسعار الدخان ودخلت على الخط رفع أسعار المحروقات وتم استبدال كلمة رفع بكلمة تعديل وصار شائعا ان كلمة تعديل هي رفع للأسعار حيث تكررت كلمة تعديل الأسعار وخاصة المحروقات حتى حرقت جيب المواطن فأحس المواطن الغبي بالحامي والنار تلفح جلده ووجد ان الجباية زاد عيارها ومنسوبها وصرخ بأعلى الصوت الأمر الذي اضطر لجنة الطاقة النيابية مكرها على الاجتماع مع وزير الطاقة وطلبت من الحكومة تخفيض ووقف تعديل أسعار المحروقات لأن المواطن أكتشف اللعبة ولم تعد تنطلي عليه هذه المصطلحات , فاجتمعت الحكومة وتداولت الأمر ووجدت انه لابد من التغيير في ذلك فأجرت تعديلا وزاريا وجاء وزير طاقة ( وزيرة ) لا أعرف الحقيقة اذا كانت من جماعة معدل التوجيهي 99.9 واخترعت مصطلحا جديدا وهو ازالة تشوهات فاتورة الطاقة , ازالة تشوهات فاتورة الطاقة ... , ألم اقل لكم في مقال سابق عن ذكاء الحكومة وغباء المواطن و وبعدها اخذت الحكومة ترفع اسعار المحروقات ووضعت بند فرق اسعار الوقود على فاتورة الكهرباء وتريد فرض ضريبة على فائض المواطنين من الكهرباء الناتجة عن استخدام الطاقة المتجددة , والمواطن لا زال يعتقد انه في مرحلة تعديل الأسعار ولم يكتشف لغاية الآن ان ازالة تشوهات فاتورة الطاقة هذه رفعت الأسعار وخاصة المحروقات الى السماء السابعة وتم تحديد سعر ضريبي موحد للمحروقات لا ينخفض حتى ولو نزل سعر البترول الى الصفر المئوي وان وزارة الطاقة لن تحيد عن هذه الضريبة ابدا لأنها في مصلحة المواطن , أتذكرون قصة الاعرابي الذي نزل ضيفا على احدهم وعندما قام بضيافته ببعض الدجاج سألهم اذا كانوا يريدوا القسمة شفعا ام وترا فقسم وترا وفي النهاية شفعا وقال والله لن احيد عن هذه القسمة ابدا وأكل الدجاجات وبات اهل البيت يشكون الجوع تماما مثلما يحصل مع المواطن الاردني الحكومة تقسم شفعا وتستأثر بعوائد الضرائب وشركة الكهرباء الوطنية لا زالت تخسر والمواطن يزداد فقرا على فقر بالرغم من رفع اسعار الطاقة وبند المحروقات ووصول الغاز المصري ....هل من تفسير ؟
المهم ما يجب انه يعرفه المواطن الكريم ( الغبي ) انه اينما وجد او سمع مصطلح ازالة تشوهات الاسعار عليه ان يقنع قناعة تامة انها جاءت لمصلحته ولا يخاف منه , خذ مثلا المنطقة الحرة للسيارات ازالوا تشوهات الاسعار فيها والضرائب والرسوم بحيث لم تبع معارض السيارات فيها الا القليل سواء سيارات كهربائية او غيرها وانخفضت المبيعات وانخفضت عوائد الخزينة , وبالرغم من صياح كل الاقتصاديين والخبراء في المال والتجارة والاستثمار ان هناك العشرات بل المئات من المصانع والشركات قد اغلقت وسرح موظفيها وسابوا في الشوارع وزادت البطالة الا ان ذلك لم يفت في عضد الحكومة او فريقها الاقتصادي وكأنها لم تسمع شيئا ومصرة على ازالة التشوهات وكأن لسان حالها يقول كما في القصة التالية ( يروى ان اثنان من الاخوة المصريين استأجرا قاربا وارادا التفسح في البحر وبعد قليل هبت عاصفة واصبحت على وشك قلب القارب واغراقه فصاح احدهم بزميله فقال له يا محمدين ان القارب على وشك الغرق ونحن معرضون للموت ونحن على متنه فما العمل ؟ فرد عليه صاحبه وقال له بقلب بارد وصوت هادئ ولا أبالي وكأنه لا يوجد اي خطر ما تتنيل ما تغرق يا حسنين هي بتاعتنا .... ) ارحمونا يا جماعة المواطن يغرق , يغرق بالديون ويتنفس تحت خط الفقر وان هناك أكثر من ربع مليون مواطن مطلوب للتنفيذ القضائي على خلفيات مالية ويصيح بأعلى الصوت ولكن ما من مجيب وكأن الحكومات تقول له ما تتنيل ما تغرق وتعفن في السجون هو انت مواطنا بتشديد النون ......
الغريب انه كل يوم والثاني نسمع من وزارة الطاقة ان لدينا فائضا في الكهرباء وسنصدر ليلا ونستورد نهار وبالعكس الى الدول المجاورة وحتى اوروبا لم تسلم من التصدير طيب ما دام الامر كذلك لماذا لا ينعكس ذلك على المواطن وتنخفض اسعار المحروقات وخاصة فاتورة الكهرباء ونصيف ونكيف مرة بالعمر ؟!