01-09-2019 09:02 AM
بقلم : علي عبيدات
لا أحد يعرف عدد المهن التي عمل بها ثامر عبيدات. تخرج ثامر قبل سبع سنوات وأذكر جيدًا كيف عرفته قبل اثنتي عشرة سنة، كان شابًا أنيقًا متكتكًا مثل كل أبناء كفرسوم وينتظر مستقبلًا زاهرًا مثل كل شباب الأردن.
درس ثامر الإعلام وتخرج في الجامعة ووجد كل جيلنا بانتظار اتصالات وتوصيات الواسطات، كان ثامر مضروبًا بحجر كبير فهو من شباب الصف الأول في كفرسوم في خدمة قريته ومحبة الناس فيها له، لكنه لا يملك خاصية "الو شغلي ثامر"، والأصعب من هذا أن جماعات "الألو والواسطة" كانوا يعشموه، لكن ثامر يعرف الناس ويقرأ التاريخ ويفهم "آخر فلان وعلان" فقرر أن يعتمد على نفسه.
ترك شهادة الإعلام وعمل في سوبر ماركت وكان قريبًا من الناس، يعرف طبيخهم وهمومهم وكلامهم، وكان من زبائنه" جماعة الالو" لكني أعرف ثامر الذي لا يكسر نفسه لمخلوق. يقول المثل"الي ما بشوف من الغربال اعمى" ليس أعمى فقط، بل "مطنش".
ترك ثامر السوبر ماركت وبدأ يعمل في خيمة يبيع فيها الفواكه الموسمية. نام في الوديان ونطرَ ثماره ودعا الزبون الغريب على الغداء ونقل صورة أهله وطيبهم في معارض المنتجات المحلية. ثامر الذي تخصص في الزيتون أيضا منذ تخرجه وكان لصيقًا بالأرض وثمارها وطينها.
ثامر مثل آلاف الأردنيين الذين صرنا نكتب عنهم باعتبار حياتهم عادية وقصص نجاح، وهذه من مصائب إعلامنا التافه الذي يأخذ صورة الشباب كأنها أمر عادي رغم أن واجب الدولة عليه أن يكون شابًا طبيعيًا يتخرج ويأخذ فرصته الطبيعة في العمل، لكننا في دولة مشغولة بالنهضة، وعلى الجانب الآخر في دولة الواسطة التي لم تنفع ثامر أيضا رغم أنه يعطي حيتان الواسطة أفضل الأسعار ويغرشون.
ثامر ليس سعيدًا ببرد الكروم وظلام الوديان وقصة نجاحه (كما يحبها إعلامنا التافه) كانت على حساب راحة بال الشاب الذي امتلأ قلبه بالملل ولا يعرف كيف سيدير المستقبل القادم بعد أن تزوج أكثر جيله واستقروا في بيوتهم.
حبيبي يا ثامر، يا أجمل وجه في كفرسوم وأتمنى له التوفيق في محطة المياه التي افتتحها وفيها خدمة التوصيل المجانية على الرقم 0798958317.
ملاحظة: اشتروا من ثامر.