10-09-2019 10:52 AM
بقلم : وليد الأسطل
في ليلةٍ مقمِرَةٍ،
قال اللَّيل لي: اقرأ لي حَظِّي!
يا لَيْلُ أنتَ فنجانُ قهوتِك!
سوادٌ من كل الجهات، و لكن لا تخشَ شَيئاً،
قاعُ فِنجَانِكَ أَبيَض.
قصائد على خُطى بابلو نيرودا، ماريو بينيديتي، و أحمد مطر:
1
خَرِيف
شَجَرَةٌ مُورِقَة
الحَسناءُ العارِيَة
2
تُنزَعُ في حَضرَتِهِ
القُبَّعَات
فَصلُ الخريف!!
3
أعمى و يَدُهُ و عَصَاه
ثلاثَةُ عُميانٍ
في الإتِّحادِ بَصَر!!
4
كَم ينبَغِي أن يُقتَلَ مِنَ المُلُوك
كَي تَنعَمَ بِالسَّلامِ
رُقعَةُ الشّطرَنج؟!!
5
وداع
دائمةُ التَّلويحِ للوقت
عقارِبُ السّاعة!!
6
حُبٌّ مِن طَرَفٍ واحِد
لا تَكُفُّ عَن مطارَدَةِ الوقت
عَقارِبُ السّاعَة!!
7
تَساقُطُ أسنانِ الحَلِيب
خَرِيفٌ في فَصلِ
الرَّبِيع!!
8
أَبِي يَقرأُ الشِّعرَ
صَوتٌ عمِيقٌ
صَدَاهُ أنَا!!
9
مُسرِعَةٌ
تُدرِكُهَا خُطىً بَطِيئَة!
الحَقِيقَة
10
رُفُوفُ مَكتَبَتِي
تَتَضَارَبُ الرِّوايات
الشّهادَةُ لِصالِحِي!
11
كُرسِيُّ الحديقةِ
الّذي جَلَسنا عليه
تَجلِسُ عليه الذّكرى!
12
لا تشمخ كثيراً أنتَ لِلزِّينَةِ فَقَط
لو كُنتَ أفضَلَ مِنِّي ما احتاجوا إلَيّ
هذا ما يقوله لِلنَّجمِ عَمُودُ الإنارَة
13
كلّما تَمَنَّى شيئاً
قايَضَهُ بِالبُكاء
هل ثَروةُ الفقير
دُمُوع؟!!
14
تبدِينَ حكيمَةً
أَمِن فَرطِ ما فِي جُعبَتِكِ مِنَ الحكايا؟
بل مِن فَرطِ ما في جُعبَتِي منَ النِّهايَة
تُجِيبُنِي المقبَرَة
15
سَهرَة
صالونُ فِتيانِ الحَيِّ
زُقاق!
16
يَومٌ جَدِيد
عادَةٌ قَدِيمَةٌ
لِلحياة!
17
تُنحِلُنِي دَوماً أَشعارَكَ!
ما أَزهَدَكَ في الشُّهرَةِ
أَيُّهَا الحُزن!
18
بَزَزتُ الفلاسفةَ و الشعراء
أنا شاهدُ القبر
بِكَلِمَتَيْنِ شَرَحتُ تعقيدَ الحياة
وُلِدَ و مات
19
الأمس
لم يَرحَل بعيداً
لقد أقامَ في الذّاكرة
20
ينامُ حينَ يُدرِكُهُ الصّباح
اللَّيلُ مُصابٌ
بِالأَرَق!!
21
أَحتَرِقُ
لِتُمنَحَ الفناجِينُ القُبَل!!
يَتَذَمَّرُ الإبرِيق
22
أَغَاضِبٌ هو؟!
تَقدَحُ شَرَراً
عُيُونُ المَوقِد!!
23
عَصَا الضَّرِير
مُبصِرَةٌ
كَفُّ الضَّرِير!!
24
الغُيُومُ فِي ثَوبِ الحِدَاد
لا شُبهَةَ حُزنٍ بادِيَة
على حَبَّاتِ المَطَر!!
25
البَيتُ المهجور
بِشِبَاكِها تُضَمِّدُ جِرَاحَهُ
العنكبوت
26
تَشرَحُهُ و ليسَ يَشرَحُها
تَمتَلِكُ صاحِبَهَا
المَوهِبَة!!
27
عارِيَةٌ رَغمَ البَرد
بِنَظَراتِ الرِّجال الوَقِحَة
تَتَدَفَّأُ الشَّبِقَة
28
شَمسٌ و لا ظِلّ
بِي يَستَظِلُّ
ظِلِّي!!
وليد الأسطل، شاعر فلسطيني مقيم في فرنسا