21-02-2008 04:00 PM
خلال الاسبوعين الماضيين قامت الدنيا ولم تقعد بعد ان اوهمتنا دائرة الارصاد الجوية وبعض المواقع الالكترونية المتخصصة بالنشرات الجوية, ان ثمة عاصفة ثلجية قادمة بقوة للاردن, وانها "بحسب تفتق ذهنهم" ستكون اقوى بكثير من العاصفة الثلجية الماضية التي... اربكتنا ....وارعبتنا... وارهبتنا... حتى اننا تحولنا الى مواطنين يلفهم الصقيع ويرعبهم الانجماد ويؤرق ليلهم.. تراكم الثلوج المنتظر.
اقول ... حين انذرتنا دائرة الارصاد بهذه المعلومة بقينا لاسبوعين متتاليين ونحن نقرأ عن استعدادات الاجهزة الامنية والوزارات المختصة لمواجهة الظروف الجوية القادمة.
... الدفاع المدني مثلا اعلن الطوارئ ومنع الاجازات واستعد بكافة آلياته ورجاله لفتح الطرق وانقاذ العالقين ومعالجة المرضى فيما اعلنت مديرية الامن العام هي ايضا عن رفع نسبة اعلان الطوارئ بفتح عشرات الغرف التي تسمى بغرف العمليات, واعدت كوادر لا حصر لها لمواجهة الظروف القادمة, اما امانة عمان "قدس الله سر امينها" الذي كان غائبا عن الوطن ... فقد استعدت هي الاخرى بكافة طواقمها لمواجهة هذا الاعصار، ولا يخفى عليكم ان مثل هذه الاخبار قد الهبت جوانب وزارتي الاشغال والبلديات, لتعلن كل منهما البقاء على اهبة الاستعداد وفتح مزيد من غرف العمليات وتجهيز الاليات لمواجهة الوحش القادم، حتى ان زائرا للاردن اعتقد اننا نستعد لاجتياح تل ابيب واستعادة القدس من الصهاينة .
نحن كمواطنين غلابا انتظرنا ان يداهمنا هذا الوحش صباح اليوم الاحد فلم يحضر، وانتظرنا اليوم التالي ولم يحضر رغم ان معظم النشرات الجوية اكدت ان عطوفته "واقصد الاعصار" سيزورنا ظهر الاحد, وفي اليوم الثالث اي يوم الثلاثاء الذي كان من المفترض ان يكون وحش الثلج قد حط رحاله فوق عاصمتنا وقرانا الجميلة ووسط تسارع الوزراء باصدار القرارات المرتجفة التي تقضي بتعطيل المدارس وبعض الجامعات وتأجيل الامتحانات, قابلة تعطيل معظم موظفي الدولة عن اداء اعمالهم وهرولتهم الى منازلهم باكرا بحجة "الثلجة القادمة" ... وجدنا ان هذا الزائر الضخم لم يكن الا رشقات مطرية وزوبعات هوائية وقليل من الثلج الذي تراكم في (رأس منيف) لم يلبث ان ذاب منهيا بذلك المشهد الوهمي لوحش ثلجي قيل بانه سيغلق شوارع عمان وعدد من المحافظات لايام قادمة.
انا تحديدا انطلت علي الخدعة فمكثت في منزلي مجازا منذ ظهيرة الاثنين وحتى صباح الاربعاء, وانتظرت ثلوجا ولم تأت.. وانتظرت امطارا ولم تأت، وكل ما في الامر كان مجرد نسمات هواء باردة لم تستطع ان تحرك اوراقي المبعثرة في سيارتي وضباب اصيب به معظم المواطنين الاردنين اصلا بعد ارتفاع الاسعار .
واريد هنا ان اسأل كمواطن صالح للعمل.. من يتحمل مسؤولية ارهابنا.. وللحديث بقية.
hashem7002@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |