12-09-2019 01:07 PM
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
الحروب المتطورة صُنعت لها أجهزة رادارات خاصة لالتقاط الهدف المعادي من الجو، وإسقاطه قبل بلوغ هدفه الذي انطلق من اجله، وجميع دول العالم تملك طائرات مقاتلة وصواريخ ارض جو وما يتعلق بالحروب في حال خوض حرب، وفي نفس الوقت تملك رادارات لالتقاط هذه الطائرات أو الصواريخ المعادية قبل وصولها هدفها.
الغريب والمُنتشر هذه الفترة هي الطائرات المسيرة التي هي كطائرات العاب الأطفال، نظراً لحجمها الصغير، وهناك يوجد منها قوارب صغيرة الحجم وتوجه باللاسلكي في البحيرة ولمسافات قصيرة، وسيارات أو شاحنات صغيرة توجه بنفس الطريقة، الواضح انه تم تطويرها بشكل كبير حتى أصبحت الطائرات ذي مفعول كبير وتدميري غير متوقع بالنسبة لأي دولة، وكثير من الدول كانت تمنع تداول مثل هذه الطائرات إلا ضمن شروط معينة.
فإيران مثلاً استعملتها ضد القوات الأمريكية في مضيق هرمز، وكانت مهمتها بأن تقوم بتصوير العدو من الجو، بصور فائقة الوضوح والقرب، وكما أعلنت إيران بأن هذه الطائرات إنتاج إيراني بالكامل، وتم عرض جزء منها في معرض الصناعات العسكرية مؤخراً، والمُلفت للنظر أن الرادار لا يلتقط مثل هذه الطائرات الصغيرة والزهيدة الثمن.
واليمن في حربها الأخيرة استعملت مثل هذه الطائرات، وكانت تقطع مسافة تزيد عن 1000كم، وتنطلق بحجمها الصغير وقوتها التدميرية الهائلة، كما انتشر في وسائل الإعلام مؤخراً، وبرغم وجود أساطيل حربية عالمية بكثرة في منطقة الخليج العربي كما الكل يعلم، هذه الطائرات تصل الهدف دون أي اعتراض من أي رادار وهو في حالة تأهب دائماً ومستعد.
وكان مؤخراً في لبنان بأن قامت المقاومة بإسقاط طائرات مسيرة من قبل العدو الإسرائيلي فوق سماء لبنان، وكان له أمر فيصلي في إعادة قواعد الاشتباك بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، وما رافقه من قوة ردع عند المقاومة لتحجيم العدو.
هذه المعادلة الجديدة في الحروب جعلت العالم يلتفت إلى الطائرات الصغيرة المُسيرة، حيث أن هناك دول قامت بتطويرها لتصبح طائرات مقاتلة، وتكون نتائجها مهمة وفعالة بشكل كبير، وتصل هدفها دون اعتراضها وبكل أريحية.
الحروب الآن اختلفت تماماً، ليس كما كانت سابقاً، فأصبح أي حزب صغير أو مقاومة يملك مثل هذه الطائرات المسيرة، يقلب موازين القوى ويضع العدو في مأزق، حيث أن العدو يقف مكتوف الأيدي أمام مثل هذه الطائرات، وكان هذا واضحاً في الفترة الأخيرة حين استعملتها إيران واليمن ولبنان وجزء بسيط منها استعملتها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الهالك الإسرائيلي.
يُمكنكم الاشتراك بقناتي الخاصة باسم: (الكاتب والباحث محمد فؤاد زيد الكيلاني) على اليوتيوب، وتفعيل الجرس ليصلكُم كُل جديد.