03-10-2019 10:18 AM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
بدایة أعرب عن اعتزازي وثقتي بنزاھة واستقلالیة وعدالة قضائنا الأردني، وھو یصدر قراره من خلال المحكمة الإداریة العلیا بوقف إعلان الإضراب الصادر عن نقابة المعلمین. فلھذا القضاء وسائر العاملین فیھ ولجمیع من ساھم في تقریب وجھات النظر بین وزارة التربیة والتعلیم ونقابة المعلمین من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة السابقین ومن مجلس الأمة بشقیھ ومن الصحفیین ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة وأبناء العشائر وكل من تقدم بمبادرة خیرة في ھذا الشأن، وجسد من خلالھا صورة الأردن الذي نعرف ونعشق الذي تتكاتف فیھ جھود جمیع أبنائھ في كل الأزمات، فلھؤلاء جمیعا الشكر والتقدیر على جھودھم الطیبة تلك.
ولعل ھذه الأزمة التي مررنا بھا، تستدعي منا جمیعا كأردنیین محبین للوطن وحریصین على مصلحة مؤسساتنا التربویة وطلبتنا ومعلمینا معا: الوقوف عندھا ملیا لمراجعتھا، ومحاولة معالجة تداعیاتھا السلبیة؛ وذلك بالمبادرة الى إجراء:
* مصالحة وطنیة، وذلك من خلال الاعتذار لأولیاء الأمور والطلبة بالدرجة الأولى وكافة القطاعات التي تضررت بسبب الإضراب، ثم الاعتذار إلى المعلمین على اي إساءة اوسلوك فردي وغیر مقصود صدر بحق أي منھم، ومساءلة من أساء التصرف، وكذلك الاعتذار باسم المعلمین إلى جھازي الأمن العام والدرك وأولیاء الأمور على اي إساءة أو سوء تصرف فردي وغیر مقصود صدر من المعلمین ومساءلة من أساء التصرف.
* الایعاز بتشكیل لجنة وزاریة لمعالجة الاختلالات حیثما وردت في سلم رواتب موظفي القطاع العام وعلى رأسھم المعلمون، وحسب إمكانیات الدولة.
* تشكیل لجنة لاستكمال العمل على دمج أو إلغاء المؤسسات والھیئات المستقلة غیر الضروریة وترشیق الجھاز الحكومي
* العمل على ربط حوافز العاملین في القطاع الحكومي وعلاواتھم وتطورھم الوظیفي والمھني بمعاییر لقیاس الأداء .
ِ إن علینا جمیعا ، وفي ضوء ما تقتضیھ مصلحة الوطن، ان نفوت الفرصة الیوم بھذه المصالحة الوطنیة على اي متربص او حاقد، ولنثبت للجمیع ان الأردن- حماه الله- یخرج دوما من أزماتھ منتصرا قوي الإرادة لا غالب فیھ ولا مغلوب، واننا نجتمع فیھ على حبھ وعلى الولاء لقیادتھ الحكیمة، والحفاظ على مؤسساتھ كافة.
والله من وراء القصد