بقلم : أيمن موسى الشبول
كان معلما من عائلة مالكة للمال وللأعمال ...
ولكن كانت غايته من عمله في التدريس ؛ التسلية وقبض راتب في آخر الشهر ؛ وبأقل اقل جهد ممكن ...
حاول مدراء المدارس ومعهم مدير التربية عدم الاصطدام به ...
حاولوا عدم اللجوء لمعاقبته بسبب وحود معارف لأسرته من المسئولين ...
واكتفوا بنقله من مدرسة إلى مدرسة أخرى ...
وأخيراً ...
قرروا بأن مدرستنا الصغيرة والأساسية هي المناسبة له ...
فهي مدرسة أعلى صفوفها السادس الأساسي ...
وعلى رأسها مدير مدرسة طيب لطيف وواسع الصدر ومتقدم في العمر ...
وكلها صفات إدارية ستجعله يتقبل ويحتوي مثل هذا المعلم المستهتر بالرغم من كل تقصيره ....
أو يتقبله على علاته ؛ كما يقولون ... !!!
مضى الحال ولمدة عام كامل ...
وهو على استهتاره ولامبالاته ...
يتأخر ويغادر قبل نهاية الدوام ويغيب وبلا أعذار ... الخ
......
لم تعد مشكلة مدرستنا مقتصرة على وجود ذلك المعلم المقصر والمستهتر ...
ولكن المشكلة تفاقمت أكثر وأكثر ...
فبعض من المعلمين الموجودين والعاملين ... قلدوا طريقته في التأخير والتهرب والإستهتار بالدوام وحتى أنهم غابوا وبلا أعذار ... و ...
وكلهم كان يصرخ بوجه المدير ...
ليبرر سلوكه و انحرافه واستهاره وتهربه عن الدوام بقوله :
أرجوك ؛ لا تتكلم معي ...
وانظر إلى المعلم فلان ....
لو كنت شجاعا وصادقا و...و ... حقاً
لوضعت حدا له ...
بعد أن تعاقبه ....
ارجع وتكلم معي ... !!!
للقصة نهاية ....
ولا أريد ذكرها هنا ...
ولكنني ذكرت هذه القصة والى هذه النقطة بالذات ...
لانها مشابهة تماماً للحالة الأردنية التي نعيشها الآن ...
فأغلب الناس اتخذوا من وجود الفاسدين ومن حالة الفساد في الأردن حجة وذريعة لهم لتبرير سرقاتهم وفسادهم ...
اتخذوا منها حجة لتبرير انحرافهم وتقصيرهم و ...

اتخذوا من الفساد والفاسدين وسيلة لتحقيق مصالحهم وانانيتهم ...
ولا مانع بعدها لو استمر ودام وباء الفساد ...
بالعكس من ذلك فقد ينفعهم استمرار الفساد في الأيام القادمه ...
وكل هذا الصراخ والصخب والاحتجاج المعلن على وجود الفساد والفاسدين الصادر منهم ....
ما هو إلا ....
نوع من الخلط و التهويل لتحقيق غاياتهم ومآربهم فقط ...
وليس مهما بعدها ...
لو ذهب الوطن في ستين داهية ...
كما يقول المصريون ....