11-10-2019 08:58 PM
بقلم : اريج محمود نجم
في مثل هذا اليوم من ثلاث سنوات، طوينا صفحة جميلة من حياتنا... في مثل هذا اليوم انطفأت شمعة كانت قد أضاءت الحياة لمن حولها... في مثل هذا اليوم اسدلت ستائر غرفتك التي كانت تعج بالحياة... في مثل هذا اليوم تركتني ومضيت بعيدة... تاركة ذكرى أليمة لا استطيع نسيانها ... ذكرى فراقك ياأعز الناس...... فراقك يحطم مشاعري وكياني... حبك يا أمي ما زال يغمر قلبي... وكيف لا؟ وأنت الأم الحنون والأخت الرؤوف والصديقة الوفية والحبيبة الابدية ورفيقة دربي مؤنستي طوال الخمسين عاما. أمي: ما زالت جدران المنزل تبحث عنك... ما زال محرابك يحن لسماع صلاتك ودعائك ... لم ولن نتعود على فراقك ... ما زال السكون يخيم على المنزل منتظرا عودتك... كله حنين وتشوق لرؤيتك وسماع صوتك.
فلم أعد أسمع سوى الصمت يؤلم الأذان. وأرى الغرف الخاوية الا من الاثاث.
أمي حبيبتي ما زالت روحك تعيش معي... ما زال صوتك يملىء أذني؛ يناديني تارة ويتحدث الي تارة أخرى. .. ما زالت ضحكتك اللطيفة تواسيني وتشدد من ازري، تخفف من الامي واوجاعي في هذه الغربة الغريبة.... امي ما زلت أرى طيفك جالسا على مقعدك الفارغ -برغم تغير ملامح شرفتك- ...يقرأ ما تيسر من الذكر الكريم... يرفع يديه للخالق ويطيل الدعاء. ما زلت أشم شذى ريحك الطاهر يعبق في بيتنا الصامت... يمر كالنسيم ويتجول في أنحاءه ليمنحني قليلا من الراحة والاطمئنان...يقولون سوف تنسين مع الايام ولكن كيف لي أن أنسى من ملك روحي والوجدان؟! الا ليتك تعودين يا امي! لاضمك إلى صدري واقبل يديك... تمدينني بالدفء وتمنحينني الرضى كما عودتني دائما. ولكن هيهات أعلم أن الموتى لا يعودون!!!!!
رحمك الله يا أمي و غفر لك وجعل مثواك الجنة...
وداعا !
ابنتك المحبة التي لن تنساك ابدا ... اريج.