13-10-2019 08:47 AM
سرايا - أوضح الشاعر والناقد مھدي نصیر في ورقتھ التي قدّمھا مساء أول من أمس، بأن قصیدة د. درید جرادات قصیدة
نثریة وتسیطر علیھا الفكرة واللغة ذات الایقاع العالي، لافتاً النظر إلى أن مجموعة الشاعر الجدیدة تأتي بعد مجموعتھ
.«الصادرة عام 2017م تحت عنوان «أسفار القوافل
وتحدث في حفل إشھار دیوان «وابتدأ الحلم طویلاً»، لمؤلفھ الشاعر د. جرادات، والصادر حدیثاً عن الآن ناشرون
ٍ وموزعون في عمان، ونظمھ فرع رابطة الكتاب الأردنیین بإربد، بقراءة سریعة للمجموعة التي تقع في 128 صفحة
من القطع الوسط، وتضم 60 قصیدة، عن الملامح التالیة للمجموعة: من حیث اللغة والإیقاع: لغة القصائد في
ٍ عال یعتمد على التقفیة، فیما تخلو القصائد من الوزن الخلیلي
ٍ المجموعة التي اعتبرھا لغة فصیحة ذات جرس وإیقاعٍ
. ً ومن انتظام التفعیلات، وإن كان بناء ھذه القصائد بناء أقرب ما یكون للنظام التفعیلي كما یرى
ومن حیث الموضوعات قال الشاعر نصیر في الحفل الذي أدار مفرداتھ الروائي ھاشم غرایبة، وأقیم وسط حضور
جماھیر لافت، تتناول ھذه المجموعة ھموم وواقع الإنسان العربي والانھزام والانكسار والتھمیش الذي یعیشھ,
وتتضمن كذلك قصائد تحاول أن تبث الأمل بأن المستقبل سیكون أجمل، وأن ھذا الواقع المریر سیتغیر وسیستطیع
.الإنسان العربي التغلب على تخلفھ وتھمیشھ
ولفت الشاعر نصیر النظر إلى أن ثیمة القھر والغضب كانت مسیطرة على قصائد كثیرة في المجموعة، حیث برز في
المجموعة النفط ولعنتھ على العرب، والنقد للماضویة وسیطرة الماضي وحصر التاریخ والواقع بالماضي، إلى ذلك
برز في القصائد تأثر الشاعر بالشعراء العرب المعاصرین، من مثل تأثره بصوت وإیقاعات الشاعر أمل دنقل في
.«قصیدتھ المشھورة «لا تصالح
ومن جھتھ قرأ الشاعر جرادات باقة من قصائد مجموعتھ الجدیدة من مثل: «وتبتدىء الرحلة من عمان، من ھم، شام،
أیھا الراحل، وأمة تائھة، وغیرھا من القصائد»، یقول في قصیدة «الدم یرسم حدود الوطن»: «أعوام مضت، وریاح
القھر بنا تعصف، وسیاط القھر ترسم على الأجساد وشما أبدیا، في ثنایاه یحوي رسما أزلیاً للوطن، ینز الدم، بطیئا
یجري على الجسد الممزق، على الجسد الممھور بآثار القھر، یرسم علیھ طرقات الوطن، وحدود الفقر، یرسم شكلا
.«لآھات الموجوعین، ضحایا المحن
ومن جانبھ قال الكاتب والمترجم باسم الزعبي مدیر الآن ناشرون وموزعون، في كلمة لھ، لقد لمسنا في العقود الأخیرة
تراجعاً لحظوة الشعر عند المجتمعات العربیة لصالح الروایة، ولكن ھذا الموضوع جدلي، مؤكداً أن الشعر الذي احتفظ
بمكانة كبیرة في الماضي في وجدان العرب، ستبقى لھ ھذه المكانة، وستبقى ھي الأبرز والأعلى في الوجدان في
عصرنا الحالي، موضحاً أن ھذه المكانة ھي للشعر الذي یلامس ھموم الناس، ولیس للشعر الذي یغوص ذاتیاً ویبتعد
.عن بیئتھ ومجتمعھ وھمومھ