13-10-2019 08:47 AM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
ما نطالعه على وسائل التواصل الاجتماعي من قضايا وموضوعات يؤشر في كثير من مضامينه الى استهداف صورة الاردن لدى الاشقاء والاصدقاء كما ان العلاقه مع الحكومه عكرناها بغبار حكاياتنا السوداء وكأننا دخلنا في علاقه موسومه بالحقد والقلق والضديه والنديه ، في كأس الوطن نرش علقما وتاره في حقوله نزرع الشوك نقصفه بكلمات عمياء لا تبصر وجهها وتمشي في ظلامها وصارت وجعا يوميا في الخاصره, وانني احذر من دس الاحجار في كرات الثلج التي تطلق علينا وانبه الى عيون مترصده تتفتح خلف الشبابيك. ايها الناس لقد تعالى لغونا ان العالم يقرأ وتذاع بين الدول اخبارنا حذاري فغدا يرجموننا بالقبح والفوضى .
واتساءل هل ان لغه الوطن عصيه على فهم البعض ما يجعلهم يغلظون في القول والكلمات الفاضحه , ايها الناس ليس لنا غير الوطن من ملجا او ملاذ ,ان الوطن ثوبه فوق لحمك فلا تلقي السم بجوفه , افيدوني كيف سيتقدم الوطن الى الامام وارجله في قيود, لقد اصبح الوزير والمدير والمسؤول في اي من سلطات الدوله عرضه للهجوم والنقد الشخصي وحتى العائلي اذا ما ادلى بحديث عن قضيه او معلومه او تبيان لموقف ,
نحن اقمنا مملكه نتنشق بخورها من عصور الانباط, ولكنها اليوم تواجه عقوق بنيها وهجوم ابنائها بسكينه داخليه ومناعه روحيه وحصانه البساطه تبكي بلا دموع تنتحب في الاعماق وعلى وجهها ابتسامه وضيئه .فكفوا السنتكم عن الاساءه للوطن والناس .
ايها الناس ان دوله الدكتور عمر الرزاز هو ابن اسره عريقه في النضال والجذور والانتماء حيث كانت عائلتهم تقطن الاردن منذ عشرينيات القرن الماضي الى جانب عائلات سلطيه , شركسيه , شاميه , نابلسيه وغيرها ويعرف احياء عمان القديمه والسلط وغيرها من المدن والقرى والارياف والبوادي والمخيمات وكل شبر على هذة الارض ,فمن قال انه غصن مقطوع بلا جذور وهو نفسه صاحب موقف,فلا ترسمونه بالسياط والخنجر, فالرئيس الرزاز يعتبر من خارج النخب السياسيه التقليديه في البلاد , والذي هو الان فوق هرم السلطه التنفيذيه جاء خلفا للدكتورهاني الملقي والتي اطيح بها في غمره احتجاجات شعبيه واسعه امتدت في الجغرافيا الاردنيه وتعمقت في الاوساط الشعبيه والنقابيه والثقافيه اثر تقديمها مشروع قانون ضريبه الدخل . الدكتور عمر الرزاز هو من مواليد مدينه السلط عام 1960 وابان تسلمه حقيبه التربيه والتعليم في حكومه الدكتور هاني الملقي كان قد اشرف على تعديل نظام التعليم التقليدي بالدوله . والدكتور الرزاز والذي تقلد منصب رئيس البنك الدولي في واشنطن وبيروت على درايه بالتحديات الاقتصاديه التي تواجه بلدان المنطقه التي تعاني من زياده في الديون الخارجيه والبروقراطيه في الاردن . ولمن لا يعرف الدكتور الرزاز فهو من اشد المعارضين لاصلاحات السوق الحر التي تضر بالفقراء وعمد الى توظيف علاقاته الجيده مع المانحين الاجانب للحد من تصاعد الدين العام والحيلوله دون حدوث اي انعكاسات سلبيه على قيمه الدينار الاردني . وله الفضل في اصلاح صندوق التقاعد الحكومي .
اما والد الدكتور عمر الرزاز فهو احمد منيف الرزاز الذي كان عضوا بارزا في القياده القوميه لحزب البعث العربي الاشتراكي كان يرى في العروبه فراشه تفرد جناحيها تتهيا للانطلاق, لقد استعص فكره ومنهجه على المساومه فلم يساوم على قيم العروبه وحق اهل فلسطين وهي عاده عربيه اصيله لم يتخلى عنها في عصر التطبيع والتغريب والاستلاب والغزو الثقافي والفوضى فدفع لذلك ثمنا وعاش حياته متنقلا بين العراق وسوريا والاردن التي دفن فيها .
اما شقيق الدكتور عمر الرزاز الروائي والكاتب مؤنس الرزاز الذي يعرف لهجات الاردنيه والفلسطينيه والشاميه شاب نضجت شمائله واكتملت بوادره فقد سار ايضا على نهج والده فيعتبر احد اعمده القوميه العربيه 00كان يرى كل ما يحيط به يذوي ويذبل العقائد الشامله والاحلام الكبيره فلسطين والوحده العربيه والاشتراكيه,مؤنس المتحدث عن شرق اوسط فسيفسائي الذي يراه يشظي الامه الى قبائل وطوائف وملل ونحل, مؤنس الرزاز صاحب الخطاب القومي والمنادي بالمشروع العربي وعن وحده العرب لمهاجمه اسرائيل عبر دول الطوق وضروره بعث لينين وتناول الحرب البارده والتوازن الدولي وكتب عن الديناصور والذبابه وزهره واعجب بتيسير سبول وعرار واديب عباسي والجبل القديم والصويفيه وعبدون.
وقد يتهمني البعض انني على علاقه مع بعض مفاصل السلطه التنفيذيه اوان الرئيس سيمر بي ولن يفوتني اقول اانني لا احمل التذكره المناسبه. انا مؤمن بانني دور ولذلك لا ابحث عن دور فالنجم لا ينسجم في قافله اوسلطه انه يحب الانفراد.