15-10-2019 11:08 AM
سرايا - • اثناء ازمة المعلمين لم يكن هنالك قائد حقيقي للازمه
• الانهيار بدا عندما اقرت حكومة سابقه 122 قانونا مؤقتا في ظل غياب البرلمان
• معظم النواب الذين يصلون لقبة البرلمان يصلون على اسس عشائريه وليست حزبيه
• لست نادما على اغلاق مكاتب حماس ولو عاد بي الزمان لكررت ما فعلت
•
التقى رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة في دارته بمنطقة ابو نصير شمال العاصمة عمان صباح الخميس ، نخبة من اعضاء قروب سرايا ، وذلك للحديث عن التحديات و الهموم التي تواجه الاردن و البحث عن سبل ايجاد حلول للخروج من الازمات والقضايا التي تواجه الاردن داخلياً وخارجياً ، ومناقشة الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وانكعاساتها على الاردن من كافة النواحي.
وقال الروابدة لقروب سرايا ان الظروف الحالية التي يواجهها الاردن جاءت نتيجة الاوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم وجود جدية بمحاربة الفساد ، و انتقال الفساد من مرحلة محاولة القضاء على الفساد الكبير "الذي لم ولن ينتهي" ، لمرحلة الفساد الصغير الذي اصبح يتغلغل في جسد الدولة ، وان التخوف اصبح في الوقت الحالي من انهيار الإدارة العامة في الدولة ، حيث اصبح الفاسدون في الوقت الحالي هم من يتحدثون عن الفساد ، ولا يوجد اي تخصيص من قبل المسؤولين في الحديث عن ملفات الفساد التي ارهقت الدولة ولا يوجد اي جهة تؤشر على مكامن الخلل في الدولة.
وتوقع الروابدة ان تتزايد وتتضخم المديونية على المملكة بسبب السياسات غير المجدية و عدم ايجاد حلول جذرية لمشاكل كثيرة عالقة وفقاً للرؤى التي تقوم بها الحكومات المتعاقبة ، مشدداً بالوقت ذاته على ان الحكومة لا خيار لها سوى الاقتراض في الوقت الحالي ، وان الحكومات اصبحت تطلب الحصول على القروض من اجل سداد الديون المتراكمة عليها.
وحول الاوضاع السياسية في الاردن اكد الروابدة ان هنالك غياب واضح في الحركة الحزبية ومحاولة لإقصاء الزعامات ووجهاء العشائر والشخصيات الكبيرة ، حيث اصبح المسؤولون الصغار هم من يتحكمون بالاوضاع الداخلية و باتت المشورة للصف الثاني من المسؤولين كما حصل في العديد من المشاهد بالانتخابات النيابية خلال الدورات السابقة ، حيث ان الاردن بات يفتقر الى النخب السياسية التي تم تهميشها بطرق كثيرة ، ووصف الروابدة الشهداء بأنهم نوعان : شهيد الجسد الذي يموت و شهيد المنصب الذي يدفع ثمن مواقفه و يتم إقصاءه منه.
واستغرب الروابدة الغياب التام لمركز إدارة الازمات في العديد من الازمات والقضايا التي تهم الوطن، وخصوصاً في الازمة الاخيرة التي مرت على الاردن بفترة إضراب المعلمين ، و لم يكن هنالك قائد حقيقي للأزمة ، واصحبت الشعوب حالياً تبحث عن الرموز لكي تقوم بقيادة الدفة بشكل صيحيح ، مشيراً الى ان الانهيار الاداري في الاردن بدأ في عام 2002 عندما جرى تغييب مجلس النواب لمدة عامين و عاد و تم ايجاد 112 قانوناً مؤقتاً ، ادت الى تراجع الدولة إدارياً ومالياً.
وبما يخص الحديث حول صفقة القرن قال الروابدة انه لا احد يعرف تفاصيل صفقة القرن او ابجدياتها ولا يوجد اتفاقيات مكتوبة للإستناد عليها لمعرفة تفاصيل هذه الصفقة ، لكن المعروف هو ان امريكا قررت تصفية القضية الفلسطينية و جعل القدس عاصمة لإسرائيل بعد نقل السفارة الاسرائيلية اليها ، و كما تخطط امريكا لتوطين الفلسطينيين في الدول التي لجؤوا اليها والغاء منظمة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" وضمهم للمفوضية السامية للامم المتحدة لغايات توطين اللاجئين و الغاء حق العودة للفلسطينيين.
الروابدة : اصبحنا نعاني من الإدارة المرعوبة في الاردن
وبين الروابدة انه اصبح هنالك قطيعة بالتواصل بين المسؤولين والمواطنين بسبب التخبط الحاصل في إدارة ازمات الدولة ، ولم يعد المسؤولون يمارسون صلاحياتهم المطلقة في مناصبهم وذلك بسبب توزيع الصلاحيات على المفوضين و رؤساء الهيئات مما ادى الى تقزيم ادوار الوزراء وتقليص صلاحياتهم والمسميات الوظيفية ودخل المسؤولين في الاردن لمرحلة الإدارة المرعوبة والمرتجفة ، لعدم وجود مرجعيات و وجود تدخلات من قوى وهمية اصبحت تتحكم بالإدارة ، واصفاً الوزراء الذين يأتون بالباراشوت بأنهم وزراء فاشلون.
هل منحت صلاحيات لوزراء ك عندما كنت رئيساً للوزراء وما هي حقيقة وجود خلاف بينك وبين رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم الكباريتي
و في سؤال للزميل هاشم الخالدي رئيس مجلس إدارة وكالة انباء سرايا و تطبيق شرق ، حول اذا ما كان الروابدة قد منح صلاحيات كبيرة للوزراء في عهده عندما كان رئيساً للوزراء و حول خلافه مع عبد الكريم الكباريتي في عام 1999 الذي كان في حينه رئيساً للديوان الملكي ، قال الروابدة : انه اعطى كافة الوزراء الصلاحيات المطلقة في عملهم وكانوا مسؤولين عن كافة القطاعات التابعة لهم ، وابدى تحفظه على قيام اي رئيس وزراء بعدم اخذ صلاحياته المطلقة وفقاً للدستور واصفاً رؤساء الوزراء الضعفاء بأنهم هم من يتنازلون عن الولاية العامة والصلاحيات الممنوحة لهم ، وحول ما يتم الحديث عنه حول وجود خلاف مع رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم الكباريتي ، قال الروابدة ان الشخصيات الكبيرة تختلف على قضايا فيها مصلحة وطنية وليست خلافات على قضايا شخصية ، مشدداً على اهمية وجود اختلاف بالرأي و ووجهات النظر للإرتقاء بالوطن.
مجلس النواب و الصلاحيات الممنوحة له
و قال الروابدة ان معظم النواب لا يصلون الى قبة البرلمان على اسس حزبية وانما على اسس عشائرية و جهوية خصوصاً مع دخول المال السياسي واصحاب الاموال و رجال الاعمال على خط الحياة البرلمانية ، حيث ان النائب لاحقاً لا يستطع ان يهاجم الوزراء لأنه يسعى لطلب الخدمات منهم لناخبيهم وبالتالي يضعف دور النائب ، مؤكد على ان الحل بهذه الحالة هو عدم رضوخ النواب للوزراء و سحب صلاحيات الخدمات المقدمة للمواطنين من الوزراء واعطاءها للمجالس المحلية او المحافظين .
لماذا قررت اغلاق مكاتب حركة حماس في الاردن و هل انت نادماً على القرار ..؟
قال الروابدة انه ليس نادماً على قرار اغلاق مكاتب حركة حماس في الاردن ، ولو عاد به الزمان مرة اخرى لكرر هذا القرار ، مشدداً على احترامه لحركة حماس ولنضالها وعملياتها الفدائية ضد اسرائيل ، إلا ان موقفه السياسي من الحركة بأن يكون لها ذراع سياسي في الاردن هو امر مرفوض ، وان حراكها السياسي يجب ان بكون فقط داخل الاراضي الفلسطينية وتحديداً ضد اسرائيل وليس داخل الاردن ،مشيراً الى وجود اختلافات و تناقضات باعتراف الاردن بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية واستمرار وجود مكتب لحركة حماس في ذلك الوقت ، وان ذلك القرار كان صائباً و منعاً لإحداث شرخ بين الاردنيين وكان من منطلق وطني بحت.