20-10-2019 12:22 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
جاء من أقصى حروف الوجد حين كانت المدينة تّنعم بقيثارتها الشعبية وعطر زيتها الرومي يغطي رائحة الوادي وظلال الربيع في جبالها يمشط جدائل مريم وبتول , وينسج من عباءة قريتة الوادعة بطيب الملفى حين يزفي عليك الظلام في " قير مؤاب " ينهض كُل أهلِها مرحبين ممزوجين بعطر زيتونها المشعل قناديل الكاز هناك فتضيء كما أضاء قلوبهم بالطيب لكل الوارفين لظلاها وجبال ضباب يمسحن أنين وحشة محمد بن أبي طالب الدمشقي الذي قال فيها إن ( جبال ضباب ) أحبها جند الكرك فا تسعت القرية لكل حركة التاريخ , ومن هناك ولد الشاعر الكبير شوكت البطوش في بلدة " الطيبه " , فهو ناشط في العمل الإجتماعي والتطوعي , ورئيس ملتقى شعراء الأردن للشعر الشعبي والمحافظة على التراث , ومقرر لجنة الشعراء في سلطة العقبة الاقتصادية , عمل مندوباً لقناة الحرة الأردنية يتجة نحو الشعر الفصيح والنبطي , شارك في مسابقات على المستوى المحلي والإقلبمي اهمها شاعر المليون حيث تم إجازته من قبل لجنة المليون , خريج الجامعة العربية المفتوحه كتب الشعر في الصحف والمجلات الأردنية والعربية , يتميز بصوتة الجميل وعذوبة الحرف , لعل من أجمل ما قاله
وتنساب المشاعر في سكوني
اطارحه الهديل بكل غصن
وانشده اذا فاضت عيوني
حيث اُسدلت في عاصمة السياحة الأردنية والإقتصادية " العقبة " على المستوى الوطني آخر همسات اللقاء العربي الذي نبحث عنه نحن جيل آمن بمضامين العروبة وأصالتها وكيف لا تكون كذلك وكل الذين جاءوا مع المثلث الذهبي بدورته الخامسه يكتبون الشعر وينظمون القوافي في رحلة إمتدت لثلاث أيام مرت ( بقير مؤاب ) القابعة في ظلال الوادي المنساب في تراب عين سارة الشقية بصوت ( ميسون الصناع ) وآخر صناع مجد الكرامة " مصطفى وراد الخرشه ( أبو جدعان ) " مروراً بالشوبك الندية والبتراء الوردية الى جبال الشراة الغارسة عمق التجربة لشعر التحدي والصبر على قساوة العيش الى رم الساكنة على سطح القمر حين تتوارى حركة الأرض في سرعة الدوران عن طبيعتها إنتهاءاً بالعقبة ضامنة التاريخ لمرحلة التحدي في بناء الدولة الأردنية حين إحتاجت الى نداء فجاءوها يرددون
لمن المضارب في ظلال الوادي .
الله أكبر تلك أمة يعربٍ
نفرت من الأغوار والأنجاد
طوت المراحل والأسنة شرعٌ
ومشت تدك البغي مشية واثقٍ
بالله والتاريخ والأجداد .
لبيك يا أرض الجزيرة وأسمعي
ريا الرحاب تغض بالوارد
جاءوا من تونس والعراق والجزائر وسلطنة عُمان , والسعودية , وسوريا , ومن السودان وليبيا الى الأردن التي إحتضنت شعراء بحجم ( زرياب الجنوب " صيام المواجده , العنزي , الهقيش , ياسر البشابشه , أحمد مطر , ابراهيم البطوش , وثلة مبدعة بجانب رئيس الجميعة الذي أشعل الختام بشعره الجميل حين تغنى بالعقبه ووصفها بكل أبجديات الجمال ) يرددون على مسامعنا كيف شاهدوا الأردن وشوارعها وناسها والطيب وكيف انصتوا لحركة التاريخ برم والبتراء والشوبك وكيف شاهدوا تطور مدينة بحجم العقبة التي تصنع حركة جديده للتاريخ الثقافي وتبرز هوية الأردن الثقافية والسياحية كما يجب , أطربونا حين تغنوا للوطن وقيادته وحين مسكوا العباءة التي خففت عنهم حرارة الشمس في عين العقبة وخليجها القابع في عيون التاريخ وقلعته الشاهدة على إبراز وجة أهلها الذين رسموا مع السمسمية العقباويه طرب التاريخ وحركة التراث الذي سعى المهرجان الى توطينها بجزء هام من تاريخ المدينة العقبة .
العقبة التي تؤسس لحركة مشعة في مفهوم الثقافة ودورها الريادي في صناعة المستقبل الذي لا تلوثة أكاسيد المدينة ...
ولا تحمل مع مضامينة غشاوة أو فلسفة بلا معنى بل كان في سياق " مهرجان المثلث الذهبي للشعر العربي الدولي في دورته الخامسة "
حركة جديدة لمفهوم قراءة المدينة بشكل اوسع واوضح وأجمل .
وكل الذين كانوا هناك من داعمين ومنظمين تركوا اثراً كما فعلت ( مبادرة إترك أثر في كل قيمها وجمال اعضاءها ما صنعوه من تميز في هذا الختام المسك لمهرجان سيبقى عالق في جدار الذاكرة حين نحتاج تسليط الضوء على منجزات تدفع مسيرة البناء في وطن نؤمن بما يقدم بأنة الأجمل والأنقى والرائع في كل شيء .