حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11142

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه .. وألا أرى غيري له الدهر مالكا

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه .. وألا أرى غيري له الدهر مالكا

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه  ..  وألا أرى غيري له الدهر مالكا

20-10-2019 02:15 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. غازي عبدالمجيد الرقيبات
لم يعهد الاردنيين (وطنا ومواطن) أحداثا جسام ، هموما ومصاعب تتوالى عليهم من قبل كما هي اليوم ، فها هي آهات الفقراء ، صرخات الشباب التائهين العاطلين عن العمل الباحثين عن لقمة العيش ، آلام الخائفين من ظلم الفاسدين ، لقد جعلوا من وطني حكاية مؤلمة، تنازعوا أرضه وماله وخيراته، وقذفوا بأبنائه إلى الشقاء والخذلان، كل فصل فيه يقرأ حكاية مؤلمة ، ففي خوف دائم وعبوس مستمر ، حقا انها افآت تنهش جسد الوطنية في هذا الحمى ، فيوماً بعد الاخر تزداد المِحن ، وتنحدر فيه القيم لدى البعض ، قادتنا الى ضبابية المستقبل ، فجعلتنا في حيرة من امرنا ، ازدادت معها فجوة الثقة ، وجعلتنا في أزمة حقيقية تتطلب المراجعة الشاملة ، والوقوف على محطات تتطلب تغييرات جذرية ان اردنا السلامة جميعا لوطننا الاغلى ، فلا مجال للمجاملات عندما يتعلق الامر بالوطن الاعز والاغلى (الاردن) ، عندها لا حصانة ولا فوقية ولا استثناء من المساءلة والمحاسبة.
نعم يا سادة فوالله مدعاة كتابة قلمي لهذه الاسطر وطنيتي ، حرقتي ، غيرتي والآمي كبقية اخواني المواطنين على حال بلادي اليوم ، وطني اصبح جرحا ينزف بين الضلوع ، نهشت به مخالب الفاسدين الحاقدين ، فأدمت جوانبه حجم ظلمهم وخيانتهم لأهله ، فها انا أتجول في ربوع بلادي ، أرى الحسرة والالم ، لوم على كل من ساهم في فساد وافساد حياة الاردنيين ، وجوه تدل على حزن مخزون ، دموع الكثيرين منهم تحبسها المروءة وقلة حيلة تجف لها الجفون، أسمع أنين الصابرين الكاظمين الغيظ ، وهم يحتسبون ظلمهم وسلب حقوقهم الى الله وحده، .
دعني اقول لمن عاثوا في الوطن فسادا ونكثوا عهودهم مع الله تجاه الاردن والاردنيين ، لقد أرهقتم حال الوطن ومواطنيه ، لكن مهما علا غيكم وفسادكم فلن تفلحوا في قتل بذرة الأمل تجاه وطن المجد والكبرياء ،وطن الحرية والاستقرار والامان ، ولن تفلحوا مهما تغيرت الوانكم في ان يبقى حلمنا مقتصرا على وطن كبقية الأوطان يُكرَم المرء فيه ولا يهان، وشمس الوطن لن تحجبها غيوم الهجرة والنحيب، وستبقى في نفوسنا رنين وحنين لأردن الكبرياء والاردنيين الاوفياء المخلصين ، وسنبقى نردد دوما " نموت نموت ويحيا الوطن" ، هذا هو وطني ، وهذه حكايته فحروفه ومعانيه لن تكون مبعثرة ابدا ، فهو عنواني وكرامتي ، ولن يوجد في قاموسنا كأردنيين يوما ما من مصطلحات الفوضى الخلاقة والأفكــــار الهدامة ، فهذا وطني وهذه حكايته وهذا عنوانه وهذا مبلغ علمه.
ان حماية وطنا في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وإنقاذ سفينته مسؤوليتنا جميعا ، ومن ساهم في ان يُغرق سفينة الوطن سيغرق بإذن الله في وحل العار والذل ، وسيذكره التاريخ بأحرف الازدراء ، سفينتنا تواجهها رياح وعواصف عاتية ، ونحن جميعا فيها ، فلا خيار امامنا سوى ان ننجو جميعا ، والآن نرى سفهاء يحاولون خرق سفينة الوطن عبثا وفسادا وإجراما لإشباع أطماعهم ، وكذلك نرى من يصمت ويخرس ويتوارى بعدا عن الإنكار، بل يرى بعض الحكماء السابقين أن المصلحة الآن في الصمت وكأنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون ولا يفقهون ولا يرجعون ولا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعون، عفا الله عنا وإياكم من قلة الوعي والإدراك وهذا الخرس والصمت ، على الرغم من أن الملايين تتمنى أبسط حقوقها في بلدها ووسط أهلها ، لا سيما حق الحياة والحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، ولنتذكر جميعا ان الرقص على الجراح من شيم الغادرين العابرين.... وسيبقى الاردن بحفظ الله عزيزا شامخا بقيادته الهاشمية.....لأعود ثانية مرددا "
ولي وطن آليت ألاّ أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
د. غازي عبدالمجيد الرقيبات
جامعة ال البيت









طباعة
  • المشاهدات: 11142
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم