20-10-2019 02:19 PM
بقلم : وصفي خليف الدعجة
للمهدي عليه السلام وقت محدد ومحتوم للظهور المبارك ومثلما تشير كثير من الروايات فإن يوم الجمعة هو يوم ظهوره الأكيد والمسألة بهذا الشأن شبه محسومة وعلامة المهدي الوحيدة التي سيتأكد من خلالها جميع الناس أن هذا الشخص هو المهدي المنتظر هي علامة الخسف بالجيش المتجه نحو المهدي لقتله و بأوامر شخصية من السفياني صاحب النفوذ السياسي الواسع في عصر الظهور والسفياني شخصية مهمة جداً في زمن المهدي عليه السلام وهو المسيطر على مقاليد الحكم وزمام الأمور مثلما يظهر من الأحاديث المتداولة في هذا الموضوع .
لو أردنا أن نسقط شخصية السفياني على شخصيات هذا العصر لوجدنا أن كثير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية تنطبق عليها صفات السفياني الواردة بكثير من الروايات ولهذا فإن وجود أكثر من سفياني أمر محتمل ووارد حيث أشارت بعض الروايات إلى هذا الشيء وللعلم فإن معظم الاسقاطات التاريخية المتداولة حول شخصية السفياني ومن هو من الشخصيات السياسية العربية المعاصرة غير دقيق وفيه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب خصوصا أن السفياني كما يظهر لي ليس من العرب ولم تتحدث الروايات صراحة وبوضوح عن أن هذه الشخصية عربية ومن يملك أي دليل على أن السفياني شخصية عربية فعليه أن يقوم بالرد على هذا الموضوع مع ذكر مصادره ..واعتقد أن هناك العديد من الروايات حول شخصية السفياني تم تأليفها من وقت قريب لمحاولة إسقاطها على بعض الشخصيات العربية المعاصرة لأهداف سياسية بحته أو من باب الكره لهذه الشخصيات المؤثرة في الحياة ولعل بعض ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية كان لهم حظ وافر من هذه الاسقاطات التاريخية.
النقطة الحاسمة في الموضوع أن المهدي عليه السلام هو الشخصية الوحيدة القادرة على هزيمة السفياني هزيمة نكراء ولهذا السبب فإن السفياني كما يتضح من الروايات رجل قوي ولديه جيوش جرارة وسوف يقوم قبل مواجهة المهدي عليه السلام بالكثير من جرائم القتل والسبب والاضطهاد والتعذيب مما يدفع الناس إلى البحث عن المهدي عليه السلام لكي يخلصهم من شر هذا السفياني ويتضح من هذا الشيء إن المهدي عليه السلام سيكون معروفا ومشهورا عند الناس .
وللتوضيح أكثر فإن السفياني عليه اللعنة سيواجه الكثير من حركات الاحتجاج المناهضة لحكمه مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى كنتيجة لهذه الحركات الاحتجاجية الشعبية الواسعة ضد السفياني عليه اللعنة اضافة الى تشريد الملايين من الناس الي بلدان أخرى مع ما يرافق ذلك من حالات اغتصاب واسعة للنساء والأطفال .
السفياني عليه اللعنة رجل شرير ومجرم و لا يؤمن بالله حسب ما تشير إليه الروايات والأحاديث وسيقوم بعمليات تعذيب واسعة للمعارضين له وسيجبرهم على الصلاة له في المعتقلات والكفر بالله وسب الرسل والأنبياء وإهانة الكتب السماوية بشكل مقزز وغير مقبول .
بعد كل هذه الصراعات المؤلمة مع السيفاني عليه اللعنه سيتجه مجموعة من الناس الي المهدي عليه السلام لمطالبته بإعلان نفسه أمام الناس ولكنه عليه السلام يرفض ذلك ويصر على رفض اعلان نفسه انتظاراً لأوامر الله وانتظارا للساعة المحددة للظهور المبارك ويبدو من الأحاديث والروايات أن المهدي عليه السلام يعرف من هو السفياني الحقيقي ولكنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء لأن ساعته لم تحن بعد .
بعض الروايات تتحدث عن إجبار الناس للمهدي بإعلان نفسه تحت تهديد السلاح ولكنه عليه السلام يصر على إعطاء الناس فرصة للعودة إلى الحق وذلك خوفا عليهم من بطش الله تعالى أن استمروا على طريق الضلالة والاجرام ولهذا السبب فإنني أعتقد أن المهدي عليه السلام قام بتوجيه العديد من الرسائل التحذيرية لهم ومن المحتمل أنه قد قام بنصيحتهم بشكل مباشر من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولكنهم على ما يبدو أنهم لم يستمعوا له .
وأخيرا فإن المهدي عليه السلام حسب ما يتضح من الأحاديث والروايات سيقوم بالهروب من المدينة إلى مكة خوفا على حياته وخوفاً على نفسه من القتل مثل بقية الناس ويتضح من هذا الشيء أنه رجل عادي وبسيط وطبيعي إلى ابعد حدود مثل الرسل والأنبياء عليهم السلام تماما ، وقصة المهدي عليه السلام بهروبه من المدينة إلى مكة تذكرني بقصة هروب الرسول موسى من فرعون مصر ، وللعلم فإن المهدي عليه السلام سيواجه السفياني وجيوشه الجرارة لوحده بعد أن يتخلى كل الناس عنه خوفاً من بطش السفياني وجيوشه ولكن الله لن يتخلى عنه عليه السلام وسيقوم بخسف الأرض من تحتها لفوقها بجيوش السفياني وحلفائه دفاعا عن خليفته على الأرض المهدي عليه السلام .
billsandy286@gmail.com