حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8464

درس مجاني

درس مجاني

درس مجاني

26-10-2019 11:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : شادي خليفات
يتميز الأردن عن باقي الدول العربية بوفرة الحكومات التي تتعاقب علية والتي تكون غنية بعدد الحقائب الوزارية التي تحملها بين ثناياها والتي يكون الكثير منها ديكورً تتزين به الحكومه لتكتمل اللوحه التقليدية والتي إعتاد الأردنيون عليها منذ عقود والتي لم تثمر إلا لإصحاب كراسيها حلو العنب، وأما حامضه فيضرسه الأردنيون ديوناً و فقراً وقهراً وحرماناً، حكومات أصدعت رؤوسنا بالشعارات البراقة والخطابات الرنانة عن توفير الوظائف وتخفيض نسب البطالة والعجز في الموازنة وخفض الدين العام والتأمين الصحي الشامل وزيادة الرواتب وتخفيض التضخم وتسارع النمو الاقتصادي، شعارات تفتح شهية الجميع على الخطة التي ستتبعها هذه الحكومة او تلك وننتظر بلهفة العاشق الناظر إلى الأفق العمل على تحقيق الأقوال إلى افعال، علّنا نخرج من قوقعة التوهان الأداري والتخبط في التخطيط لدولةٍ تحتضن من الضيوف ما يساوي عدد السكان. ولكن وفي كل مرة تخرج علينا تلك التصريحات التي تخص عنق الزجاجة وقلة الموارد واللجوء إلى الضرائب وتعود تلك الشماعات القديمة لتمتد اليها الأذرع الواهنة التي تعلق عليها الحجج الواهية وتسمعنا تلك الاسطوانة الصدئة عن صعوبات الوضع الأقتصادي بسبب قلة الموارد، فيعود الأردنيين بخُفي حُنين من تفائلهم المفرط لينكبون على صفحاتهم في وسائل التواصل الإجتماعي فيفرغون به آمالهم الخائبة ويصبّون نار قهرهم كلمات تائهة علّها تجد شاطئ لصاحب قرار مازال لديه العزم والعزيمة على عمل ما يجب عمله لإنقاذ ما يجب انقاذه ليبقى الوطن واقفاً صامداً أمام هذا الفيضان من التخبط والمحاصصة و الفلتان الرقابي.

الغريب بالأمر إنه منذ أن تم إتخاذ القرار بتحرير جميع السلع من الدعم والذي كان سبب العجز و المديونية في نظر الحكومات، قامت حكومة السيد نادر الذهبي بقرع الجرس وحررت اسعار المشتقات النفطية والتي كانت في نظرهم هي السبب الرئيس في العجز و المديونية وربطتها بالسعر العالمي بتسعيرة انتهت إلى شهرية، فكان ذلك، واصبحنا نشهد كل شهر سعراً جديد للمحروقات، وهنا تقبل الأردنيين بعد عناء فكرة التحرير مقابل التخلص من المديونية و العجز، فتأتي النتائج الصادمة بأرتفاع العجز وللمرة الأولى بتاريخ المملكه لأكثر من مليار دينار وترتفع المديونية بالمثل، هنا تبدأ سجالات الشعب مع الحكومة بالحديث عن الفساد وسؤ أدارة الدوله، فتتغير الحكومه ويأتي آخر بتشكيلة في الإطار مختلفة فتسير على نفس النهج وتختفي الأموال بنفس النهم فيزداد حامض الأردنيين تحت طواحينهم وفي صدورهم، ولا يتنفسون الا حراً وجمراً.

وتذهب هذه وتأتي تلك والكل على ذات النهج سائرين الديون والعجز بأرتفاع والفقر والبطالة تسبقانهم إليه، وبرنامج للتصحيح لا يأتي بالصحيح فتفقد الدولة مقدراتها من خلال الخصخصة وتُغلَق مشاريع الأردنيين الصغيرة بسبب المحاصصة و عدم القدرة على المنافسة ، فيرتفع كل شي ويبدأ أبناء البلد باللجوء إلى قرشهم الأبيض المُدَخر ليحموا به خط ولائهم لبلدهم وانتمائهم إليه، فينفقونه آملين بالتحسن في اللحظات الأخيرة قبل الإفلاس.

يرى الأردنيون شعوبا تحيط بهم تنتفض على حكوماتها منهم من صرخ واخر اعتدى وشعب آخر اطلق الرصاص وهناك من خلع رئيسة وبعض عاثوا في البلاد الفساد، وآخرين انتصروا بثورةٍ بيضاء حققوا الآمال فآلت أحلامهم واقع، وغيرهم وغيرهم. فيأبون الفوضى ويعضون بالنواجذ على آلامهم، جانحين إلى الوقوف إلى جانب الوطن في محنته ومصيبته... محنته بفقره ومصيبته بصناع قراره.. فالسنواتٍ طوال مارس النهج الحكومي سياسة رفع الأسعار وفرض الضرائب لزيادة مداخيل الخزينة، وفي كل مرة تفشل، وهنا أتسائل، لماذا لا يلجؤون إلى تخفيض الضرائب وبالتالي تزيد القوة الشرائية لدى اكثر من تسعة ملايين شخص موجود على الأرض اردننا الحبيب فيدبون الحياة بأقتصادٍ صابه الشلل وأفقده القدرة على المنافسة والحركة والحياة، فتنتعش الأسواق وتزداد الحركة التجارية، فتقل التهربات الضريبية بسبب وفرة المال وتُرفد الخزينة بالمال الكثير بسبب الضرائب القليلة، تسائل له الشرعية المطلقة بأن يُطبق على أرض الواقع ما دامت حلولكم جوفاء وقراراتكم بلهاء أصابها العشى وقُصر المدى، فأن نجح نجحت الدولة و إلا فهو كجميع اقتراحاتكم وخططكم...

متى سنتعلم من دورسا تقدم لنا بالمجان .... وفرصاً قد لا ينفع حين فقدانها صرير الاسنان








طباعة
  • المشاهدات: 8464
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم