حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7279

غزو المناهج واستهدافها في بلادنا

غزو المناهج واستهدافها في بلادنا

غزو المناهج واستهدافها في بلادنا

26-10-2019 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض خليف الشديفات
لا غرابة في عملية غزو المناهج الدراسية في بلادنا كجزء من عملية الاستهداف الموجهة إلى مجتمعنا بموزارة الاستهداف الإعلامي والاجتماعي والأسري والفكري وغيرها ، فالمناهج الدرسية هي من أدوات المجتمع في بناء شخصية الفرد بناء متكاملاً ، وتتم وفق برنامج تسهم في تحقيق الأهداف المرادة منها كغرس القيم وتشكيل المفاهيم الأساسية في حياة المتعلم .
وتشكل عناصر الثقافة من أهم مكونات المناهج المدرسية بما فيها من اللغة العربية بشعرها ونثرها وقواعدها وبلاغتها التي تعد معينا هاما في بناء شخصية الفرد بربطه بهذه اللغة الحية في الدراسة والحياة اليومية ، وعملية تغريب اللغة ، وتوظيفها بهشاشة وهامشية لسيت مسألة عفوية ؛ بل هي عملية مقصودة وصولا بالحال إلى حالة ذوزبان الشخصية العربية الإسلامية في موجة التغريب المستمرة .
ويشكل الدين عنصرا هاما من عناصر الثقافة العربية بشواهده من القرآن الكريم والحديث الشريف بما فيهما من قيم واحكام وتوجيهات تحمي هوية الفرد وتشكل ثقافته ، وعملية خلو المناهج من النصوص الكريمة، أو حذفها هو جزء من عملية الاستهداف نحو جيل يخلو من المناعة الثقافية والفكرية .
ويتم التعامل مغ بقية عناصر الثقافة بنفس الطريقة ، فعملية حذف الشواهد التاريخية الهامة ، والاستعاضة عنها بشواهد من ثقافات أخرى لتتم عملية التغريب ونزع الثقة بالمكونات الرئيسية لثقافة المجتمع ، ويتم الإشراف على تغيير المناهج وتعديلها وحذفها احيانا أناس يؤمنون بعملية التغريب ، ولا ينتمون لثقافة المجتمع وفكره ، ويحملون العداء للموروث الثقافي والديني الذي كان على مدار التاريخ هو الحصن المنيع في حماية هوية الأمة وفكرها وتراثها الأصيل .
وفي هذا السياق لا أنكر أن بعض المناهج تحتاج إلى تطوير وإعادة نظر في مضمونها ومحتواها وطريقة عرضها ؛ لكن ذلك لا يعني إلغاء الثوابت الأصيلة من اللغة العربية والقرآن الكريم والتاريخ العربي الإسلامي ، والإفادة من أمثلتها وشواهدها وأدلتها في إثراء المناهج بما يلزم لبناء شخصية المتعلم ليس مجاراة لما يطلبه دعاة التغريب ؛ ولكن لضرورات المصلحة العامة للمجتمع بقيمه وثوابته .
والواجب على نقابة المعلمين ، ووزارة التربية ممثلة بخبراء المناهج فيها ومشرفيها وقياداتها التربوية المستنيرة ، وعلى اصحاب الأقلام الوطنية ، ووسائل الإعلام الحرة أن تتنبى فكرة الدفاع عن ثوابت المجتمع ، وأن لا تسمح بالعبث بهذه الثوابت الأصيلة ، فليس كل تغيير للمناهج برىء ، وليس كل محاولة لذلك تصب في الصالح العام ، وقد دلت التجارب أن الكثير من عمليات التغيير كانت عبثية ومكلفة وغير ذات جدوى وخصوصا في المباحث الإنسانية ، وعليهم البحث الجدي عن اسباب تراجع منظومة التعليم ، وعدم الإنسياق وراء دعوات تغيير المناهج التي غالباً ما تخدم اجندات خارجية ، فمناهجنا ومدراسنا لم تصنع التطرف والإرهاب والعنف يوما ، وإنما صنعت الإنسان المؤمن بقيمه وثقافته .








طباعة
  • المشاهدات: 7279
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم