29-10-2019 09:51 AM
بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
تشيرآخر الدراسات الحديثة أن الطفل يبدأ إدراك مفهوم العدل عند سن 15 شهراً. وتنشأ مع الطفل الرضيع معظم مفاهيم الأخلاق (الايثار وحب مساعدة الآخرين والخير والصدق وكره الشر). ويبدأ عامه الثاني الاهتمام بالبيئة المحيطة به لكي يعتمد على نفسه. كما تتكون شخصيتة في أول 5 سنوات من حياته قبل دخول المدرسة، حيث تشمل جميع الجوانب النفسية والعقلية التي تقوده إلى سلوكيات معينة. وأخيراً أثبت العلماء أن هناك منطقة في الدماغ تدعى الناصية (Prefrontal Cortex) مسؤولة عن العدل والانصاف في معاملة الآخرين. وخير دليل يقيني على ذلك أن القرآن الكريم قد أشار إلى هذه الحقائق العلمية في قوله تعالى:"فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
وبناء على ذلك؛ فإن أطفال اليوم هم بناة المستقبل، وجميع الحركات الاحتجاجية ضد الظلم والطغيان وفساد المسؤولين هي من لدن الشباب ذوي الفئات العمرية من 18- 30عاما أصحاب الحق الخالد ذو الجينات المبنية على مفهوم العدل والانصاف بمفاهيم الأخلاق الخيرية ذات الصدق وكره الشر، وكذلك أيمانهم المطلق: بإن الظلم ساعة، والعدل الى قيام الساعة! وبينوا أن فساد العلماء من الغفلة وفساد الأمراء من الظلم وفساد الفقراء من النفاق. وعقاب الظالم عند الله كبير، ومقاومة الطغاة من طاعة الله لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:{أتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتّقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم}. فهولاء الشباب اعلنوا الحرب بقرع طبول العدل والحرية التي ستشتعل جذوة التحرر والإحساس بالكرامة على ظلم الأشرارالذين رغبوا عن العدل؛ ونحن الرعية نقول لا طاعة لكم في معصية الخالق:
لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً -فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ
تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ --يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ
فهولاء الفتية (جيل الالفية الثالثة) قاموا بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات ذات الاسلوب السلمي الجديد بنكهة الاستجابة السريعة ذات التغير الايجابي المنشود: كأثيوبيا، والسودان، وتونس، وبوليفيا،
والاكوادور، والاستمرارفي قهرالفساد وأعوانه في الجزائر وتشيلي ولبنان والعراق والشباب الفلسطيني ضد دولة الظلم والطغيان أبناء القردة والخنازير. فستخبرك جميع هذه المناطق وغيرها عن معنى الظلم ومذاق المرارة وبالغ الإهانة والمهانة؛ لذا نحن المظلومين قرعنا أدوات الحرب السلمية لرحيل الظلم عن بلداننا وشعوبنا. ونبني الدولة المدنية ونجعلها فاضلة كالدولة المدنية ذات المنابت والاصول التي بناها سيد البشرية صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنورة.