20-02-2008 04:00 PM
صرنا مع بداية كل شهر نفجع بصدور صحيفة جديدة ، مع أن الواجب أن تحتفي بصدور تلك الصحف التي تقدم منابرا لزملاء جدد ، وتغطي ما فات زميلاتها من أخبار لم يصلها المندوبين، ومع أننا شهدنا بعض الصحف الجديدة التي تبشر في الخير لا أود أن أعرج للتسمية خشية أن يظن أن هذا المقال دعائي ويقصد منه التشهير للأخريات ،ولكني أقول أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ،وإذا لم ننتقد أنفسنا كمتابعين وكاتبين للصحف ،فإن السوس سينخر بنا ، وسنخسر احترام الحكومات ونعلن الإفلاس في سوق القراء . وأنا أركز حديثي على بعض الصحف الأسبوعية تحديدا، لأني أعتبر الصحافة الأسبوعية موطني، بعد نفي من بعض الصحف اليومية وملجأ آمن للأخبار الحمراء التي لم تكن الصحف اليومية قادرة على نشرها للمواطنين ، ومن الطبيعي أن ينفطر قلب أحدنا عندما يشاهد النسخ التي تأتي وتعاد دون شراء ، ومن ثم نقرأ كل فترة عن إصدار صحيفة جديدة ، ومع ذلك نرحب بهذا إلا أننا نرفض أن تمسخ الصحافة الأسبوعية لمن يريد إصدار صحف غير جدية لأجل التقرب لفلان وعلان ، والجلوس على طاولة يعرف صاحب الكرسي بنفسه بأنه رئيس تحرير ! والنتيجة تقزيم الصحف الأسبوعية بإصدارات تقلل من هيبتنا عبر مانشيتات كاذبة تحتل نصف الصفحة الأولى ،وتنقلك إلى خبر داخلي كاذب أو لا يحتاج لمانشيت أصلا لأن المانشيت أكبر من الخبر المبهر، فماذا سيحكم القارئ علينا بعد هذا ، وكيف ستتعامل الحكومة بجدية عندما تكتشف أن أحد الصحف تفضح قضية فساد ومن ثم تنهي القضية وأخبارها بعد اشتراك للمتهم ،وهذا شهدته بعيني ومع صحيفة كنت أكتب فيها ونشرت قضية فصل تعسفي ،وأنهت القضية مع أنها وعدت بسلسلة فضائح أخرى، وجلست صدفة مع أحد المستثمرين من الجهة المنكل بها بتلك السلسلة لأجد أنهم أغلقوا الملف بتلك الصحيفة باشتراك سنوي فقط . القضية الأهم التي أود الحديث عنها هنا عن صحيفة جديدة شاهدتها صدفة وأعجبت بالتهاليل والترحاب لرئيس رئيس تحرير تلك الصحيفة ، ولكني عجبت لخبر كنت قد طبعته بيدي وأرسلته لوكالة إخبارية الكترونية ، الخبر منقول حرفياً دون كتابة المصدر أو حتى إشارة للنقل ، لن أتحدث عن هذا النقل غير الموثق تحديداً ولكني اكتشفت أن تلك الصحيفة عبارة عن تجميع ، فلم أكن اعرف أن عبد الباري عطوان يكتب في صحفنا وأن محمد حسنيين هيكل تعاقد حديثا مع صحيفة أردنية أسبوعية يكتب فيها مقالا . نعم والله لا أحمل في قلبي لرئيس تلك الصحيفة إلا كل احترام ومحبة ،ولكني لا أحبذ أن يضع الإنسان نفسه في مكان أوسع منه ،والقناعة كنز لا يفنى ،وإصدار صحيفة جادة ليس بإحضار ترخيص دون أي قدرة للحصول على مكتب أو توظيف صحفي ، واللجوء لسرقة الأخبار والمقالات من مواقع الكترونية وصحف يومية ،ومن ثم تجميع المسروقات وإصدارها باسم صحيفة ليعرف صاحبها الذي لم يعد يقنع بكونه صحفيا وكاتبا بل يريد أن يظهر كرئيس تحرير . العام الماضي تعبنا ونحن نقاوم قانون حبس الصحفيين ولكن السكوت على هذا العبث يسيء ويلجئ الحكومة إلى إصدار قوانين قد تكون لحماية المواقع والصحف من السرقة ، ولعلنا بحاجة لمكاشفة أنفسنا قبل النهوض لكشف الناس ، وكما يقول المثل الصحفي على قد قدراتك مد حبرك
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |