16-11-2019 09:34 AM
إن ما يسمى "بالمواطن الصحفي"، هو سلوك جديد من قبل الأفراد جاء في خضم التطور الهائل للمعلوماتية وبروز منصات إجتماعية أتاحت متسعا من التعبير للجميع، ولكن في تعمقٍ للمفهوم، فإنها حالة من النسخ والمسخ العشوائي، حيث أن المدلولات والمفاهيم العميقة لإرادة الدعاية، تستفحل وتنتشر كالنار في الهشيم، إذ نجد أن مساحة التعبير المزعومة تعود فعليا من قناعات مشتركة وراسخة في الأذهان على أنها مسلمات، وبالتالي حتى وإن لم يتم نسخ النصوص بصورة عادية، فإنه يعاد صياغتها بلغة وطريقة هذا المواطن.
المواطن الآن ينشر أخبارا يومية بصورة غير مهنية عبر منصات التواصل الإجتماعي، دون وعي بالمعلومة ولا فهم للغاية، وهذا لا يسمى صحافة البتة، الصحافة لها رمزيتها وقدسيتها ومهنيتها، ولكنني أردت من هذا المقال أن أتحدث عما يخص مواضيع الرأي العام والقضايا العامة، التي تدار -وأقولها جازما- بفعلة فاعل، ففي غياب الإعلام المهني النزيه، سادت المعلومة المغلوطة، وتفشت الدعاية، وحينها خَفَتَ صوت المظلومين.
اليوم يعيش المجتمع كببغاوات، ذوي قناعة أنهم مواطنون صحفيون، ينقلون ما هب ودب من المعلومات والأخبار، دون فهم للقضايا.
إن التجمعات الضخمة على منصات التواصل الإجتماعي ترهب الحكومات، ويصعب التعامل معها، فلا بد من غرس ثقافة التجمع والنشر فيما يخدمنا كأفراد، وفيما يرهب الفاسدين، بإسلوب يصير واقعا، بدون أي قناعة بأنك مواطن صحفي.
بقلم : معاويه البشابشه