25-11-2019 12:19 PM
بقلم : فهيد يعقوب الطعيمه
أطلت علينا الحكومة بتفاخر لتعلن عن دمج الهيئات والمؤسسات المستقلة تلبية لطلبات الشعب من أجل وقف إستنزاف مقدرات الوطن وتقليل العجز في المديونية ومحاربة الفساد الاداري والمالي ومن ضمن تلك المؤسسات دائرة الأرصاد الجوية التي تقرر ضمها إلى وزارة النقل كمديرية.
دائرة الأرصاد الجوية هي دائرة مستقلة مالياً ولكنها تتبع وزارة النقل إدارياً منذ عام 1967 وأن ميزانية الأرصاد الجوية حوالي 2.5 مليون دينار وأن مجموع رواتب الموظفين منها حوالي 1.8 مليون دينار والباقي كلف تشغيلية وبناء قدرات وغيرها، ولذلك فإن عملية التوفير إنحسرت في إلغاء راتب المدير العام والمقدر ب 2000 دينار شهري وسحب سيارته وبما أنه لا مساس برواتب الموظفين فإن عملية التوفير ستكون من خلال التقليص من تدريب الموظفيين وشراء الأجهزة والتي ستنعكس سلباً على آداء الدائرة والموظفين ولذلك فإن التوفير في أحسن حالاته لن يتجاوز 50 إلى 100 ألف دينار سنوي.
هل هذا التوفير هو سبب من أجل تحويل الدائرة إلى مديرية في وزارة النقل ويرأسها مدير مديرية منزوع الصلاحيات.
إن دور دوائر الأرصاد الجوية في العالم والتي تعمل تحت مظلة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي مراقبة الطقس والمناخ وإصدار النشرات الجوية والتحذيرية وتقديم خدمات الأرصاد للملاحة الجوية والبحرية وبناء سجل مناخي وطني معتمد للدراسات والمشاريع وكذلك رصد عناصر الطقس وإرسالها إلى مراكز التنبؤات العالمية، الخ....
وأطل معالي وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء على شاشة المملكة وقال أن دور الأرصاد الجوية سيكون رقابياً على المواقع التي تقدم نشرات الطقس، أي أن دائرة الأرصاد الجوية لن تصدر نشرات جوية وستصبح مراقب لها فقط وينحصر دورها في خدمات الملاحة الجوية. وتعليقا على هذه النقطة اقول ايعقل ان دائرة عمرها يزيد عن سبعون عاما 70% من كادرها هم من المتنبئين والراصدين الجويين يصبح عملهم مراقبين على مواقع الكترونية تقدم نشرات الطقس علما بأن هذه المواقع لا يوجد عندهم متنبئ جوي واحد او راصد جوي واحد متخصص وانما جلهم من الهواة. وللعلم فان الدائرة خرجت المئات من المتنبئين والراصديين الجويين الذين عملوا سابقا والذين يعملون حاليا في الدائرة اضافة الى الذين يعملون في دول الخليج، كما لا يجب ان يغيب عن البال العدد الكبير من الدورات التدريبية التي عقدت في مركز التدريب التابع للدائرة لمتدربين من دول عربية شقيقة. ايعقل يا حكومتنا الرشيدة ان يتم تقزيم الدائرة بهذا الشكل.
قالت الحكومة أن تلك القرارات تم إتخاذها بناءاً على دراسات وإستشارات وإنني أتسائل هنا أذا كانت الدائرة المعنية لم يتم إستشارتها والإستماع لها والإكتفاء بإستشارة بعض من يعملون في هذا المجال من القطاع الخاص والتي لها مصلحة في تنمية أعمالها وأخذ دور الأرصاد الجوية من أجل منافع شخصية على حساب الوطن. وهنا اناشد الحكومة الاستئناس برأي مدراء سابقون لهذه الدائرة وهم اطال الله في اعمارهم الاستاذ هيثم الشاعر والدكتور جاسر الربضي والاستاذ عبد الحليم ابو هزيم والمدير الحالي المهندس حسين المومني لآخذ القرار الصحيح
دائرة الأرصاد الجوية هي عضو في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ويمثلها المدير العام وعضو في اللجنة الدائمة للأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية ويرأسها حالياً مدير عام الأرصاد الجوية الأردنية، كذلك هي الممثل الرسمي والوحيد لمنظمة الطيران العالمية، ولذلك لماذا يتم تقزيم دور الأرصاد الجوية بدلاً من النهوض بها والإرتقاء بخدماتها وتوسيع أعمالها وخاصة أن العالم يشهد تغيرات مناخية وحالات جوية قاسية تسبب الكوارث وتتطلب تركيب أنظمة وتوحيد الجهود الوطنية المعنية وبناءاً على ذلك فهل هذه المهام سيتم توكيلها وتمثيلها من قبل مدير مديرية.
إنني أجزم أن موظفي دائرة الأرصاد الجوية كغيرهم من الموظفين الغيورين على مصلحة الوطن ويعملون ليل نهار تحت الضغط من أجل تقديم خدمات الطقس بدقة عالية وأن عملية الدمج وتقزيم دور الأرصاد قد قتلت طموح الموظفين وأصابتهم بالاحباط وستثبط وتحط من عزيمتهم والتي إتضحت جلياً منذ سماع الخبر غير المدروس والذي يشير إلى قصر نظر الحكومة في إستشراف المستقبل.
الحل المقترح:
ترتبط دوائر الأرصاد الجوية في كثير من دول العالم بهيئات الطيران المدني لأن عملها تكاملي والتي تكون خدمات الأرصاد الجوية للطيران هي إحدى الخدمات التي تقدمها هيئات الطيران وتتقاضى رسوماً بدل تلك الخدمات، ولذلك فأن ترك دائرة الأرصاد الجوية على حالها او الحاقها إلى هيئة الطيران المدني على اقل تقدير فيه منفعة للطرفين. والله من وراء القصد.
حمى الله اردننا الغالي تحت رعاية مليكنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني