03-12-2019 05:16 PM
بقلم : رؤى ابو جوده
حَدثني عنكَ قليلاً،حدثني بشكلٍ أعمق،حدثني عن تفاصيلكَ الصغيرة،حدثني عن ذاتك،مثلاً عن حَاجِبيك المُنعقدان في كل مرةٍ تنغمر في عصبيتك اللإرادية،وعن ثنايا قلبك المُمتلئة والمحشوة بحنان الأطفال،وعن عروق يديكَ البارزة التي كانت تَبرز من شدة خوفك وتوتُرك،وعن أول ضحكة ضحكها ثغرك بعد غَمرة حزن طويل بين سبات الليل وصخب قلبك،عن عِظام رقبتكَ المَتجوِفتان،وعن عينيكَ التي يزداد لمعانها في كل مرة،وعن شفتيك المتجرحة بسبب ملحمة حزن أصابتك،لم تكن مقيد بها بل كنت تنطق بالحُرية من خلف قضبانها النازفة الصامتة ،كيف حال ارتباكك في كل مرة تنظر فيها لنفسك في المرآة كأنكَ شخصٌ غريب؟
هل مازلت تذكر من تحب ومن تكرة مثلاً؟
حدثني عن جبروتك وقسوة قلبك عندما تجتاحك موجة غضب عارمة كالريح،حدثني عن جميع أشيائك،أريد التعمق بمتاهاتك قبل استقامتك،لربما أُريد أن أغرق بكَ أكثر وأكثر ولربما أيضا أكون أنا أشبه الجنة وأنتَ جنتي.