حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3951

الغثاء العربي

الغثاء العربي

الغثاء العربي

08-12-2019 09:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رياض خليف الشديفات
أجدني مدفوعا بالكتابة عن الغثاء بدافع داخلي يدفعني للتعبير عما يجول بخاطري من المعاناة والعجز التي أحس بها كما يحس بها كل غيور في وطني ومجتمعي وأمتي ، ولا أزعم أنني خارج هذا الغثاء ، فأنا جزء منه ، ويحيط بحياتنا إحاطة السوار بالمعصم ليأخذ كلتا يدًينا إلى حيث حالة العجز التام التي لا تخفى على احد .
ولا يمكن لعاقل أن ينكر حالة الغثاء التي تمر بها المجتمعات العربية ، فهي في المعادلة الدولية صفر على الشمال ، وهي عاجزة عن اطعام نفسها رغيف الخبز قوتها الأساسي وعاجزة عن تأمين غذائها ودوائها رغم عددها الهائل الذي يتجاوز المليار ، وتتنظر من المنظمات الدولية المساعدات في قوتها ولباسها ودوائها وسكنها ..اليست أمة بهذا العدد غثاء في غثاء !! وبما تشكله من العبء الكبير على الآخرين ألا تعد من الغثاء !! .
أما الغثاء السياسي في عالمنا المترع بهموم السياسة ومؤتمراتها الفارغة من المضمون والتي لم تغن عنا شيئا ، فقد أوسعنا عدونا شتما وفاز بالإبل ، ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، وحدث ولا حرج عن الغثاء الإداري الذي لم تنفع معه كل محاولات الإصلاح الإداري بعدما فرخ كل أشكال الفساد وتوابعه من الغش وسوء الأمانة والمحصاصحة بكل أشكالها وصورها .
وإذا تحدثنا عن الغثاء الإعلامي فحالنا كحال الطرش في الزفه ، معهم معهم، عليهم عليهم ، ويا حمراء يا لواحة " لا لون ولا طعم " غايته غير واضحة ، خليط من المتناقضات ، وغثاء العادات والتقاليد يشبه حال الغراب عندما اراد تقليد الحمامة في مشيتها، فعاداتنا عرجاء لا تمت للثقافة والهوية سوى بالقشور .
ولا تحدثوني يا سادة عن غثاء الفن ، ولا عن غثاء الجيوش العربية التي هدرت الطاقات والامكانيات في معارك في غير مكانها ، ولا تحدثوني عن الإبداع والإنجاز الذي "صنع من البحر مقاثي " ولا عن براكين الشعراء التي لم تحرك جثث الموتي ، ولا تحدثوني عن بيض صنعائعنا ، فهي أحدى كذبات الغاوين من هواة صصفصفة الكلام ، ولا تحدثوني عن وعن وعن ، فنحن يا سادة الغثاء بعينه " وما لجرح بميت ايلام " .
ولا تحدثوني يا سادة عن الهياكل البشرية المتراكمة !! فهي في المعادلة الانتاجية لا تساوي شيئا ، ولا تحدثوني عن الهياكل الديمقراطية!! فهي في معادلة الديمقراطيات العالمية ديكورات لا تقدم ولا تؤخر في الواقع شيئا ، ولا تحدثوني عن هياكل مباني الجامعات والمدارس والمعاهد !!فهي تخرج الأفواج تلو الأفواج من المحبطين والعاطلين عن العمل ....ولا تلوموني يا سادة فهذه حيلة العاجز ...ولا حول ولا قوة إلا بالله .
د . رياض الشديفات / 6/12/2019م








طباعة
  • المشاهدات: 3951
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم