10-12-2019 01:15 PM
بقلم : علي الشريف
لاشك ان كرة القدم الاردنية كانت تعيش احلاما وردية سواء على صعيد المنتخبات الوطنية او صعيد الاندية الرياضية الممارسة لكرة القدم.
ولا شك ايضا ان جماهير هذه الكرة كانت تتعايش مع نفس الاحلام حتى اصبحت الكرة الاردنية الشغل الشاغل لقطاع الشباب الذين بنوا احلام النصر على منصات التواصل الاجتماعي وذاتهم بداوا يهدمون هذه الاحلام .
في الحقيقة ان كرة القدم الاردنية استيقظت من احلامها الوردية لتجد نفسها على ابواب المجهول فاتحاد الكرة تعصف به ضائقة مالية تاريخية والاندية الاردنية حدث ولا حرج فالشكاوي عليها وصلت الى الاتحاد الدولي الفيفا مما يعني نقاط سوداء في سجل رياضتنا والتي ستؤدي حتما الى اغلاق هذه الاندية .
والغريب ان اغلب الشركات الداعمة توقفت عن دعمها لاتحاد الكرة ووزارة الشباب كان الامر لا يعنيها او كأنها وزارة في دولة اخرى والاندية تصارع للبقاء وتبحث عمن يعيلها حتى صرنا نخالها اندية من قش جاف سريعا من تشب فيها النار.
السؤال؟ من الذي اوصل كرة القدم الاردنية الى ابواب المجهول ؟ ربما تتعدد الاجابات فنجد ان هناك من يضع اللوم على الشركات الوطنية وهناك من يوجه اصابع الاتهام الى اتحاد الكرة والبعض يغمز من قناة الاندية المتعثرة دائما بينما نجد قلة قليلة توجه اللوم للحكومة وهي المتسبب الاكبر في تردي الحالة.
ان قلنا ان الحكومة هي المتسبب الاول في ما وصلت اليه الرياضة فنحن نعني ما نقول لان كل دول العالم توجه دعما كبيرا للرياضة وتنفق عليها اكثر ما تنفق على السياحة لانها بحد ذاتها سياحة تروج اسم البلد في كل بقاع العالم ..
بينما الحكومات الاردنية المتعاقبة لم تستطع ان تروج الا سياسة رفع الاسعار و تنظر الى الرياضة وكانها ملهاة وغير موجوده الا في حالة تحقيق انجاز سنجد الجميع يتسابق ليفرد عضلاته ويسرق الانجاز(والله ممكن وزير الشباب يصير يبكي من الفرحة وقتها)
لا يعقل ان لا تتمكن الحكومة من تخصيص خمسة ملايين دينار سنويا مثلا لدعم اتحاد الكرة وهو الواجهة الحقيقية للرياضة الاردنية ..
ولا يعقل ايضا ان يتوقف دعم الاندية سنويا عند مبالغ زهيدة ربما لا تكفي لغداء وزير او افطار رئيس وزراء او مياوميات شهرية لبعض الذوات.
السعودية التي نتكلم عنها ونتندر دائما بما تفعل في الرياضة قامت حكومتها بتسديد ديون جميع الاندية اضافة الى اتحاد الكرة ومن ثم قامت برفع قيمة الدعم اضغافا مضاعفة .
وبدل ان تترك اتحاد اللعبة يبحث عن ممول قامت الحكومة بالتمويل فاصبح اسم الدوري هو الدوري السعودي ولننظر ماذا فعل فريق الهلال اخيرا بعد ذلك.
البحرين نفس اشيء ومصر والكويت وكل الدول العربية نجد في ميزانيتها بندا خاصا بدعم الرياضة الا في بلادنا فانهم يخجلون.
في الخلاصة اذا كان المسؤول الحكومي في بلادنا غير معني بالرياضة الا وقت تحقيق انجاز ليركب الموجه ..واذا كانت ادارات الاندية في بلادنا تاتي للشيخه ولسماع لقب عطوفتك ولسماع التسحيج فحتما نحن الى المجهول .
واذا كان اتحاد اللعبة برئيسه الاعتباري وصفته الرمزية الكبيرة لم يستطع في هذه الايام ان يجد شركة راعية وممولا حقيقيا لانشطته ..فحتما نحن نذهب الى المجهول وحتى لا ندخل الى هذا المجهول فالمطلوب تداخل حكومي سريع لينقذ ما بقي ..مع دعم متواصل ضمن بنود واضحة في الميزانية.
ول عليكم يا حكومة ..مهو لمن بدكم تمرووا اي قرار على رقابنا بتشغلونا بالفيصلي والوحدات وبتعملوا اللي بدكم اياه ..طيب مشو امور هالاندية ولاتحاد وصدقوني رح ننسى كل الخوازيق ونلبس منها اكثر واحنا مبسوطين على الفيصلي والوحدات ..وفيتال والمنتخب ... انتوا الكسبانين