16-12-2019 11:05 AM
سرايا - هبه ابراهيم
بين الدموع والمشاعر التي فيها فرح الانتصار على - مرض يتجاهل الناس ذكره وتسميته، فيقولون عنه "ذلك المرض"- لشدة آلامه وفتكه بالجسد، تروي الناجية من سرطان الثدي، سمية عبد الرحمن ، حالة الصدمة التي اصابتها، وكيفية تخطيها اللحظات الأولى لاكتشافها المرض ومراحل العلاج وآلامه.
وتقول سمية عبد الرحمن "53عاما"، عن اكتشافها لمرض سرطان الثدي، بعد عثورها على كتلة في الثدي عام 2017 ، لاحظت أن تلك الكتلة تزداد حجما بشكل مستمر، فنصحتها إحدى صديقاتها بالذهاب إلى الطبيب، وأول شيء قاله الطبيب أنه لابد من عمل جراحة في الحال، وطلب منها عمل تحاليل قبل الجراحة، واتضح أن الورم خبيث، حيث قرر الطبيب استئصال الورم .
وتضيف "لطالما أحبببت شعري، وبدلًا من انتظاره ليتساقط حلقته بنفسي نما شعري فيما بعد لكنه كان مختلفا. وجسدي أيضاً أصبح أكثرَ حساسية بعد العلاجات. غالباً ما أتساءل عن تأثير تلك الأدوية والعلاجات على المدى الطويل على أجساد النساء".
وتطلق سمية تنهيدة لتكمل حديثها " كان حلمي أن أخذ شهادة في الخياطة وعندما أخذتها بدأت أحقق حلمي في تصميم وخياطة الملابس، أما الان مع السرطان الذي لم يفارقني لسنوات وبعد استئصال الورم من تحت ابطي لم اعد قادرة على تحريك يدي وممارسة عملي.
اما شقيقة سمية عبلة فقد نقلت لنا رد فعلها وطريقة تعاملها مع أختها بعد إصابتها بالمرض قائلة: "تأثرت كثيراً عندما عرفت أن أختي مصابة بمرض السرطان، وكنت دائماً أشعر بالخوف من أن يتصلوا مثلاً إلى المدرسة ليبلغوني أن أختي توفيت، فما أعرفه حصراً عن السرطان كان أن المريض المصاب به سيموت"، مشيرة الى انه في أيام العطل، كنت أجالس أختي في المستشفى أثناء تناولها العلاج . اليوم يقتصر مشوار الناجية من السرطان على مراجعات طبية فقط،
ورغم هول المفاجأة التي تعرضتً لها سمية ، الا انها استطاعت بعد ثلاث سنوات من قهره واجتيازه، وتحولت حالة السيدة المصابة من الياس والقنوط إلى إرادة وعزيمة قوية، وضفتها لمساعدة مرضى اخرين اصيبوا بنفس المرض، واستأنفت حياتها بكل ثقة واقتدار، وتجاوزت نظرة الشفقة من الاخرين بشجاعة وعنفوان.
وتؤكد سمية ان ايمانها وثقتها بالله ، عزز من صمودها وعزيمتها وامالها وإصرارها على الحياة وتجاوز هذه المحنة.
وتقول خضت معركة ضد سرطان الثدي، متسلّحة بايماني وثقتي بالله، الامر الذي منحني قوة أكبر وطاقة إيجابية على تجربة العلاج التي توّجتها بهزيمة ذلك المرض، مشددة على أهمية الدعم المعنوي الذي يسهم بشكل كبير في التخفيف من آلام ومضاعفات المرض، وناشدت كل فئات المجتمع بتقديم مزيد من الدعم لمرضى السرطان
وتضيف "اليوم بحمد الله يقتصر مشواري بعد شفائي من السرطان على مراجعات طبية فقط، دون جلسات العلاج التي ارهقتني" .تقول سمية، وتضيف "أن هذا المرض كان أختبارا لي في الصبر على المحنة وقد نجحت بفضل الله بهذا الاختبار، وعدت الى ممارسة حياتي العادية.