18-12-2019 12:08 PM
بقلم : العميد المتقاعد هاشم المجالي
أولا وبادئ ذي بدء يجب أن اوجه تحية اجلال واحترام للواء المتقاعد فاضل الحمود الذي ترجل عن صهوة جواده والذي يمكن ان يعود ليعتليها مرة أخرى في اي موقع من مواقع المسؤولية .
الفاضل فاضل باشا الحمود دخل الأمن الأمن العام شريفا نظيفا وخرج منه كما دخل اليه وهو يخاف الله وعينه على حماية الوطن والمواطن ، لم يغيًر الباشا رقم هاتفه ،ولم ينقطع عن اصدقاءه ومعارفه ، واجتهد في كثير من القرارات والمواضيع حيث كانت اجتهاداته دائما صائبة بسبب خبرته وتجربتة وثقافته العالية ، الباشا الحمود كان يحترم المواطنين وبالأخص منهم المتقاعدين العسكريين حيث كان يتفاعل معهم في كل المناسبات الاجتماعية ويشاورهم في كثير من الاستراتيجات الوظيفية ، وكان يخدمهم ضمن امكانياته الوظيفية ، ومن قمة أدبه وأخلاقه أنه لم يكن يرضى ان يدخل اي مكان قبل زملاءه الذين دربوه وكانوا في يوما من الأيام مسؤولين عنه .
لي قصة مع فاضل باشا عندما تسلم مسؤولياته حيث احببت ان اسردها لكم ، وهذه القصة تتمحور حول اولاد الشهيد الرائد عماد النوايسة والذي استشهد بالواجب اثناء عمله بادارة مكافحة المخدرات محاولا اللقاء القبض على زعيم لعصابة من عصابات تجار المخدرات والذين قاموا بمقاومته واطلقوا النار عليه مما ادى الى اعتلائه شهيدا في سبيل الله و مكافحا مدافعا عن الوطن والمواطن .
ذوي الشهيد عماد طًلب منهم مراجعة الديوان الملكي من أجل معرفة حاجاتهم ومطالبهم حسب توجهات سيدنا جلالة الملك ، وكانت اول حاجاتهم ان يتملكون سكن أو شقة لهم مكان الشقة التي يستاجرونها في مدينة الزرقاء ، ولكونهم أطفال وطلاب مدارس في ذلك الوقت وكان معيلهم الوحيد والدهم الشهيد عماد النوايسه ، فقد تقدموا باستدعاء للديوان الملكي من أجل شراء شقة لهم والذي تمت الموافقة على طلبهم على أن يتكفل جهاز الأمن العام بدفع ثمن الشقة ، ومنذ ثماني سنوات وذوي الشهيد عماد يراجعون الديوان الملكي ومديرية الأمن العام من اجل تنفيذ الأوامر الملكية بشراء الشقة لهم، ولكن لا حياة لمن يجيب لهم مطالبهم .
استمر هذا الوضع لأكثر من ثماني سنوات الى أن جاء فاضل باشا الحمود حيث ابلغتة بالموضوع ،عندها تحرك وتواصل معي الباشا ومعهم ومن تلقاء نفسه وبدون أي متابعات مني او منهم ، وقام بدفع مبلغ ثمن الشقة لهم ورعايتهم وتبني الكثير من مطالبهم.
استدعاء تمت عليه الموافقة لشراء شقة كان قد صدر قبل ثماني سنوات لأولاد شهيد والذين لن يعوضهم عنه احد، ولم يخرج هذا الأمر الملكي الى حيز التنفيذ الا على دور فاضل باشا الذي انهاه خلال ايام معدودة .
ان هذه المواقف للباشا فاضل الحمود لن تنسى من ذاكرة الوطن ومن ذاكرة ذوي الشهيد ولسوف يذكرونها لأحفاد احفادهم في كل الأمكنة والأزمنة .
وبالمقابل كذلك كان هناك مواقف للسلبيين الفاسدين الذين لم يقدموا للوطن اي نوع من انواع التضحيات او الخدمات سوى أنهم يتنعمون بسرقة الوطن ومقدراته ، وكتابة كتب ومذكرات لهم تتكلم عن نفاقهم وتسحيجهم وكأنهم من صحابة رسول الله ، هؤلا الذين لم يتعاونوا أويتفاعلوا مع من قدم حياته لاجل هذا الوطن ولا يريدون ان يظهر غيرهم ابطالا حتى ولو كانوا من الشهداء .
هؤلاء هم أبطال المسلسلات الكرتونية الغير حقيقية الذين لن ينسوهم اولاد الشهداء والأحرار الوطنيين ، ولسوف تدور عليهم الدوائر سواء طال الزمان أم قصر ، ولسوف يذكرونهم أولاد الشهداء ويتواترون قصص كذبهم وخداعهم لأحفاد احفادهم ، وأنني هنا لأؤكد مرة اخرى ان الدوائر سوف تدور عليهم وعلى ذويهم في يوم من الايام ولسوف يحاسبوا على تقاعسهم واهمالهم لحقوق العباد والشهداء والمتقاعدين والوطنيين الأحرار .
وأخيرا أتمنى ان يعرف الناس أن فاضل باشا لم ولن يتغير ولن يخسر احترامه ومحبته من الجميع حتى بعد تقاعده ، ولن يكون مثل غيره من الذين قد كسرت الجرار بعد خروجهم من مناصبهم .