حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5937

صراع الغاز في شرق المتوسط ( ٢-٢) .

صراع الغاز في شرق المتوسط ( ٢-٢) .

صراع الغاز في شرق المتوسط ( ٢-٢) .

22-12-2019 08:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هايل ودعان الدعجة

استكمالا للمقال السابق حول صراع الغاز في شرق المتوسط ، فلا بد من الاشارة الى ان التطورات التي يشهدها ملفا ليبيا وشرق المتوسط من شأنهما الدفع بالمنطقة الى مزيد من الصراعات والتوترات ، بعد ان تحولت الى ساحة مشروعة للنزاعات الاقليمية والدولية ، مدفوعة بمصالح الاطراف المتنازعة والمتصارعة وحساباتها المختلفة ، خاصة مع دخول كل من تركيا وروسيا ( والولايات المتحدة ) الساحة من بوابة المنافسة على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية ، التي باتت مرتبطة بامنها القومي وحضورها ونفوذها في الساحة العالمية . دون ان نغفل التقارب بين مصر وقبرص اليونانية واليونان واسرائيل ، الذي اثمر عن توقيع اتفاقيات لاعادة ترسيم الحدود بينهم بغية الاستفادة من غاز شرق المتوسط واستخراجه ، بصورة قادت المشهد الى مزيد من التعقيد والتأزيم خاصة بعد عقد منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة ، بهدف التضييق على تركيا الساعية الى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، والحد من الدور الروسي في تصدير الغاز الى اوروبا . مما دفع تركيا الى توقيع اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية ، تتيح لها التنقيب عن الغاز قبالة السواحل الليبية والقبرصية ايضا لسد احتياجاتها المتزايدة من الطاقة ، التي انفقت عليها اكثر من ٤٠ مليار دولار العام الماضي . في حين دخلت روسيا على الخط من البوابة الليبية لمواجهة اي محاولات اقليمية تستهدف توفير امدادات غاز بديلة عنها الى اوروبا ، والذي تعتبره بمثابة خط احمر . . مما دفع البعض بادراج تدخلها في سورية في هذا الاطار ، نظرا للاهمية الاسترتيجية التي تحتلها سوريا ( الى جانب تركيا ) نتيجة احتلالها موقعا هاما تمر من خلاله امدادات الطاقة من ايران ودول الخليج الى اوروبا . حيث وقعت روسيا عقود استثمار للتنقيب عن الغاز الطبيعي في السواحل والمياه الاقليمية السورية ، لتشارك في مشاريع الطاقة المستقبلية لحوض المتوسط . اضافة الى استعداد روسيا للتعاون مع تركيا في قطاع الطاقة شرق المتوسط لضمان احكام سيطرتها على السوق الاوروبية . مما قد يضع التقارب الروسي التركي في مواجهة منتدى غاز شرق المتوسط . الامر الذي قد تكون له تداعياته على موقف البلدين من المشهد الليبي ، وذلك رغم التباعد والتناقض في موقفهما من طرفي الصراع في ليبيا ، حيث تدعم روسيا قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، بينما تساند تركيا قوات حكومة الوفاق ، ولكنهما بنفس الوقت يطمحان للاستفادة من غاز ليبيا ونفطها ، بطريقة قد تدفع بهما بتكرار السيناريو السوري في شمال سوريا بادلب وشرق الفرات وتطبيقه في ليبيا ، خاصة ان تركيا عازمة على تعزيز حضورها وموقفها في ليبيا ، مما قد يشكل ورقة ضغط لها امام روسيا ويحقق نوعا من توازن القوى في المنطقة ، بشكل قد يؤدي الى توافقات وتفاهمات بينهما لتسوية الوضع في ليبيا على غرار التوافق بينهما في الملف السوري . اخذين بعين الاعتبار حالة القلق التي تغلف الموقف الاميركي من هذا التدخل التركي والروسي في منطقة تمثل اهمية استراتيجية للولايات المتحدة ، التي قد تجد نفسها مضطرة لاعادة تفكيرها بموقفها السلبي من الازمة الليبية من خلال وضع ليبيا في دائرة اهتماماتها واولوياتها . اضافة الى التفكير بتفعيل دورها عبر الدخول بعقد صفقات والحصول على امتيازات للتنقيب عن الغاز والنفط شرق المتوسط من خلال الشركات التابعة لها ، بشكل قد ينعكس سلبيا على الحسابات التركية والروسية . لدرجة ان ان هناك من يرى بان اميركا ربما تكون قد اعطت تركيا الضوء الاخضر في تركيا لتحجيم مساعي روسيا والحد من طموحاتها في حوض المتوسط على وقع القلق الذي ينتابها من احتمالية وجود تفاهم ولغة مشتركة بين تركيا وروسيا على تقاسم المصالح والادوار وتوزيع مناطق النفوذ من البوابة الليبية ومنطقة شرق المتوسط .








طباعة
  • المشاهدات: 5937
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم