22-12-2019 03:11 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
العنوان العريض لهذه القمة كان " مناقشة المشاكل التي تواجة المسلمين عالمياً " وحيث تشكل المملكة العربية السعودية ثقلاً بالمنطقة بهذا الجانب كان لابد من مناقشة غياب المملكة العربية السعودية وأثر غيابها في مخرجات هذه القمة وذلك لما تشكلة العربية السعودية من قيم مضافة للدفاع عن المسلمين وهي التي تؤدي دوراً ريادياً بهذا الجانب سواء على صعيد ( الحج والعمره ) أو في مجال دعم كافة مشاريع التنمية الإسلامية في كافة أنحاء العالم .
فغيابها بالتأكيد يضعنا أمام عدة تساؤولات في هذا الإطار خاصه ونحن في أمس الحاجة الى مثل هذه القمم التي تدافع عن هوية الإسلام وحقوق المسلمين في أرجاء هذا العالم بعد ما تم تشوية صورة الإسلام بطريقه مغلوطه وغيرت ملامح قيم المجتمع الإسلامي وبات يشار اليه في مجالات لا يمكن للإسلام أن يكون بها وهو الذي جاء ليؤكد ( حرية التعبير ’ واحترام حقوق الأنسان , والتآخي , وإخرج الإنسان من العبودية لغير الله لكي يكون عضواً نافع للبشرية وقادر على تمييز الخير من الشر ) ولأن السعودية تشكل في كل ما سبق عمقاً استراتيجياً كان لابد من طرح مثل هذه الإسئله التي تشكل ضمانة لفهم رسالة السعودية ودورها في التنمية بالعالم .
فهل لخلاف السعودية مع إيران وتركيا دوراً فاعلاً في غيابها عن هذه القمة , أم إن الأحداث الجارية بالمنطقة سواء باليمن أو سوريا أو ليبيا , أو لبنان لها أثر في غياب السعودية عن هذه القمة , أم تجاهل الدور السعودي بالمنطقة بعد قيام تركيا بطرح نفسها بقوة في كثير من الصراعات بالمنطقة ومن ضمنها ( أزمة الخليج مع قطر والتدخل التركي ) أو دخول تركيا في الصراع الليبي على السلطه أو في الشمال السوري أو بخلاف تركيا مع مصر وهي التي تشكل بالنسبة للسعودية حليفاً مهم بالمنطقة , أم إن لإيران الذراع المباشر بعدم حضور السعودية لهذه القمة المصغره وجميعنا يعلم تماماً الدور الإيراني الخبيث بالمنطقة .
مجمل هذه التساؤلات كان لابد لهذه القمة مناقشتها مع قطب بحجم السعودية قبل الإعلان عن عقد هذه القمة فنحن بحاجة الى إصلاح بيتنا الإسلامي من الداخل وعلينا جميع أن نعلم تماماً إن السعودية محقة في طرح مشروع غيابها عن القمة بدافع اصلاح البيت الإسلامي من الداخل فما زالت ضربة ( أرامكو تؤلم واقعنا العربي وتحدث شرخاً بقيم العلاقة الإسلامية التي نحتاجها في محيطنا العربي والإسلامي من إن استهداف أي مشروع عربي هو إستهداف للمنظومة الإسلامية برمتها بجانب كثير من الصراعات العربية الداخلية والتدخلات بها من أطراف أدت الى تدهور الوضع اكثر , ولعل ما قالة رئيس وزراء ماليزيا ( مهاتير محمد في قمة كوالالمبور 2019 ) إن هذه القمة ستشهد نقاشات حول الأوضاع الراهنة للمسلمين وليس عن الدين كمعتقد بجانب إن شعوبنا تضطر لترك بلدانها والهجرة لبلدان غير مسلمه , كذلك إن بعض المسلمين يمارسون عنفاً واستبداداً حيال بعضهم البعض ونقاش اسباب الحروب الداخلية وإصلاح سمعة ديننا ) لهو تأكيد على أهمية وجود السعودية بهذه القمة وهذا ما كان يجب أن يحدث إذا ما أردنا الإصلاح لمنظومة القيم الأسلاميه المطلوبه .
في حين يرى بعض المراقبين إن غياب السعودية جاء على خلفية إن هناك منظمة التعاون الإسلامي وهي التي تشكل بعداً مهم في تنظيم البيت الإسلامي وبالتالي تضارب الأهداف وكثرة القمم حتماً سوف يعيق التقدم أكثر , على العموم كانت القمة تحتاج كثير من التنظيم للبيت الذي سوف يدير ملف بحجم الإسلام , نعم التنظيم لترتيب أولويات حل الخلاف القائم بين المدعوين للقمة فكيف يمكن لقمة أن تنجح وهناك إتساع في غياب الأمن بمنطقة بمثل الخليج العربي , وحرب شاملة على حقوق الشعب الفلسطيني وصفقة قرن ستؤجج المنطقة برمتها اذا ما اُعلنت عن أهدافها الخبيثه , وصراع يحمل ابعاداً مهمه في ليبيا ولبنان وسوريا واليمن , ثمة حاجة قبل القمة هل نحن بالفعل تنقصنا فقط عقد القمة الإسلامية المصغره في كوالالمبور دون النظر للحضور وأهمية تواجدهم .