26-12-2019 09:57 AM
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
الأوضاع في الشرق الأوسط هذه الفترة تشهد حالة قلما تكررت منذ عقود، سواء كان من خلال الانتصار السوري على الإرهاب، وضعف الولايات المتحدة الأمريكية، وبداية تلاشي نفوذها في الشرق الأوسط والعالم، والفشل المتتالي داخل الكيان الإسرائيلي في تشكيل حكومة، هذه الولادات المستعصية نتيجتها موت سياسات كبرى وولادة سياسة أخرى في الشرق الأوسط والعالم.
كما كان يقال في السابق (الفتى المدلل) للولايات المتحدة الأمريكية وهو الكيان الإسرائيلي، أصبح الآن خارج هذه المقولة، فمحكمة الجنايات الدولية أصدرت قراراً مؤخراً بمحاكمة إسرائيل كمجرمة حرب، وهذا القرار كان كالصاعقة على هذا الكيان الغاصب، فهناك شكاوى من قبل الشعب الفلسطيني ضد هذا الكيان، سواء كان من خلال الإفراط في استعمال القوة ضد هذا الشعب الأعزل في الانتفاضة أو في حربه على غزة، كان هذا القرار من قبل محكمة الجنايات الدولية بمثابة تغير بوصلة السياسات العالمية ضد إسرائيل، وسيكون له نتائج ايجابية على الشعب الفلسطيني.
فعندما أصدرت المحكمة هذا القرار في هذا التوقيت كان مناسباً، فإسرائيل في حالة فوضى وضعف كبيرين، فشل في تشكيل الحكومة وجرها إلى محكمة الجنايات الدولية، وعدم قدرتها على حماية ما يسمى بالشعب الإسرائيلي من خلال قوة محور المقاومة التي بات الآن لا يخفى على احد.
فالساسة الإسرائيليين يأخذون هذا القرار على محمل الجد، فالتقارير الأولية الصادرة من المحكمة تؤكد أن هناك جرائم حرب في فلسطين، ومن قام بها هو جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكما جاء في مواقع إخبارية عبرية أن أكثر من مائة عسكري إسرائيلي من مختلف الرتب، سيتم إصدار قرارات بجلبهم إلى المحكمة، وجاء أيضاً في الإعلام العبري أنهم خارج إسرائيل، وسيتم توجيه لوائح التهم إليهم بالطريقة القانونية.
هذا هو اليوم الأبيض بالنسبة للفلسطينيين القابعين تحت هذا الاحتلال، وليس كما يقول نتنياهو انه يوم اسود في تاريخ هذه المحكمة، هذا القرار سيحمي الشعب الفلسطيني من غطرسة هذا الكيان الغاصب، الذي استعمل القوى المفرطة ضد هذا الشعب الأعزل؛ أصبح الفلسطينيون محصنين بغطاء دولي وعالمي وأممي بعد هذا القرار المفاجئ.
مثل هذا القرار سيلاقي قبولاً من دول عالمية مهمة مثل روسيا والصين وكوريا وغيرها من الدول التي تدعم القضية الفلسطينية، ودول عربية أيضاً سيكون لها تأثير كبير بدعم هذا القرار التاريخي المهم، الذي جاء في وقت نشهد به صعود دول كبيرة إلى القمة، وفي نفس الوقت صعود دول كبيرة ومسيطرة تصعد إلى الهاوية، مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها.