05-01-2020 03:22 PM
سرايا - حض رئيس جامعة عمان العربية على وجوب العمل على نشر ثقافة السلم والسلام ولا سيّما في مناهج التعليم في مختلف مستوياته المدرسية والجامعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا أن "يكون العمل في مواجهة الفكر الإرهابي موسمياً ".
ودعا رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور ماهر سليم ، خلال رعايته اليوم الاحد فعاليات ملتقى طلابي بعنوان (فكر بالاخر)، إلى وجوب ترسيخ آلية الحوار الهادف في برامج توعوية لمكافحة التطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، ورفض أعمال العنف والصراعات الدموية، وخطاب التحريض والكراهية ودعوات العصبية والطائفية التي تبث الفتنة وتهز أركان المجتمع.
واحتضنت الجامعة ملتقى طلابي بعنوان (أصدقاء الأمن والسلامة الوطنية في الجامعات – فكر بالآخر) والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع مديرية الأمن العام/ مركز السلم المجتمعي والمركز الوطني للثقافة والفنون.
وأشار رئيس الجامعة إلى ظواهر تسود أغلب المجتمعات كالقهر والكراهية والعنف وصراع الهويات والمذاهب والأعراق واقتلاع أعمدة الأوطان وتفكك المجتمعات، مشددا على ضرورة الإشارة والتنبيه إلى انعكاساتها داخل المجتمع المحلي ولا سيما في جامعاتنا الأردنية كي نبعد شبح هذه الظواهر المدمّرة عنها وعن مجتمعنا المحلي بصورة أشمل وأعمق.
وفي هذا الصدد، بين رئيس الجامعة لمفهوم الأمن الوطني الشامل والذي يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ما يبرز أهمية البُعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني داخل الجامعات الأردنية، بهدف حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد.
وأضاف :"هذا البعد يمثل ركناً استراتيجياً للأمن الوطني؛ لأنه مرتبط بهوية واستقرار الجامعات التي تدعو إلى أمن الطلبة، وتأمين فكرهم من الشوائب التي قد يتعرضون لها داخل الجامعات أو خارجها، ومن ثَم أمن الوطن والترابط الرصين للمجتمع الأردني، ومواجهة الأفكار الهدامة التي تنعكس على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
بدوره قال مندوب مديرية الامن العام، مدير مركز السلم المجتمعي الرائد علاء الحجيلة إن "كل جريمة أو انحراف في السلوك يسبقه نوع من الانحراف الفكري أو خلل في التفكير أو قصور في التربية، مشيرا لأستراتيجية مديرية الامن العام لتجاوز الوظائف التقليدية للشرطة من خلال تعزيز مفاهيم الامن الحديثة من خلال استحداث مركز السلم المجتمعي تعنى بالفكر تثقيفا وتدريبا لتحقيق الاستقرار والامن المجتمعي، وزيادة المخزون التوعوي لدى كافة فئات المجتمع حول أخطار الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، والتركيز على فئة الشباب.
وأضاف أن " العصر الحاضر من أكثر العصور التي ابتليت بأنواع جديدة من التطرف لم تشهدها أكثر الفترات التاريخية تطرفا، حتى أن دولة أو ساحة لا تبدو بمنأى كامل عن مخاطر الاعمال الارهابية وتداعياتها، وإن تفاوتت المخاطر من بلد إلى آخر ومرحلة وأخرى"، داعيا إلى الوقوف من خلال شراكة حقيقية لإيجاد التدابير الوقائية والاجرائية في ظل ما نشهده من ثورة في تقنبة المعلومات فتحت الباب أمام أنماط جديدة من الانحراف الفكري والسلوك الجرمي.
وقال إن " أفراد المجتمع وخصوصا الشباب هم جزء من المنظومة الأمنية الشاملة( ...) فالمقصود ليس مواجهة آنية إنما نشر فكر سليم متوازن يضمن مجتمعا آمنا متماسكا حصينا".
وقدم خلال الملتقى عرض مسرحي بعنوان (موقف باص) نفذه فريق من المركز الوطني للثقافة والفنون، وكان تفاعليا مع الجمهور من خلال طرح الأسئلة عليهم في تشخيص الحالات التي جسدها الممثلون من فئة الشباب لحالات يشهدها المجتمع في كيفية استدراج الشباب وتجنيدهم لخدمة الأهداف الفكرية المتطرفة عبر استغلال نقاط الضعف لدى الشاب أو الفتاة.
ونفذ على هامش الملتقى استطلاع للحضور، تناول رصدا لإدراك مفهوم وأشكال التطرف، وأسبابه من فقر وجهل وتفكك أسري وفراغ، وغياب العدالة ، وكيفية التعامل مع مواقف فيها تطرف أو عنف، وتحديد أكثر الفئات العمرية للتطرف.
واقام مركز السلم المجتمعي معرض لوحات حول أهداف المركز ونشر ثقافة السلم والوعي بين الطلبة.وجابت موسيقات الأمن العام الحرم الجامعي وقدمت معزوفات واناشيد وطنية لاقت استحسان الحضور.