06-01-2020 11:47 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
بدعوة اُرسلت لي لحضور هذه الفعالية التي تقام في مركز الحسن الثقافي بمحافظة الكرك وبرعاية مديرية ثقافة الكرك ذاتها التي حولت المدنية الى إشعاع ثقافي رسم وجه جديد الى الكرك في كل أمسية وفعالية وندوه ومحاضرة , رغم العتاب الكبير على عدم إحترام وقت بداية الحوار الذي كان يجب ان ينطلق بالوقت الذي وضع في رزنامة المديرية وعُمم على كافة قنوات التواصل الإجتماعي .
على العموم كان اللقاء مثري من حيث الطرح والأبواب التي فتحها معالي الدكتور الطويسي وهو الذي عاش بالكرك ونسج من فضاءات المدينة رحلة عمل مميزه قادته الى أن يصبح الرجل الأول في سدة القرار الثقافي .
قالها بكل وضوح ( نبحث عن الهوية الثقافيه بالأردن , نبحث عن فرصة ان تكون الثقافه قيمه مضافة لخزينة الدوله , نبحث عن دور الشباب بالتنمية الثقافية , نبحث على أن يكون لدينا خطة للحفاظ على أمن الثقافه من السلب والتراجع والضياع , نبحث لأن نضع خطوط لمؤتمر ثقافي قادر على بلورة المنتج الثقافي الأردني ليكون نموذج بالمنطقه ) صحيح أنه أهمل دور الإعلام بالتنمية الثقافية , وصحيح انه لم يركز على الدعم للهيئات الثقافية ومنابر العمل الثقافي المتنوع , وصحيح انه لم يعزز تلك الأبواب بعمل مؤسسي حتى وأن رحلت الحكومه , وهذا حقيقه شكلت بالنسبة لي كإعلامي صدمة جعلتني أخرج من القاعه ممتعضاً من عدم إحترام موعد الحوار , وغياب دور الإعلام من حديث معالية.
أعود الى أولئك الذين زرعوا الكرك ثقافه دون أن يكون لهم أي حافز إلا نشر روح الإبداع والتقدم في مضمار الثقافه التي تحتاجها الكرك والوطن بشكل عام .حينما طرح قامة أدبية بحجم الأستاذ نايف النوايسه هموم النُخب الثقافية بالكرك والوطن من حيث تمكينهم من إيجاد منصة لإبداعهم الثقافي وكذلك شاعر بحجم الاستاذ صيام المواجده وفكرة أن تكون لدينا رؤية تستمر في رفد قضية الثقافه دون النظر الى البعد في رحيل حكومه وبقاء حكومه مما يؤثر على الفِعل الثقافي من الديمومه , بجانب الذين تحدثوا عن هموم الهيئات الثقافية بالكرك والتي لا تمتلك مكان يحفظ مكونها مثل جمعية المحافظة على التراث والتي ترتبط بهيئات أخرى بغية التقليل من الكلف للموقع وما يتبعه من إلتزامات مالية غير قادره عليها مثل هذه الهيئات والأجدر ان تتنبنى وزارة الثقافه كل هذه القيم ليبقى العمل المنشود هو أساس ديمومة الفِعل الثقافي بكل المناطق وعلى إمتداد حدود الوطن .
نعم كان الحوار يهدف الى الإستماع الى الآخر في طرح ماذا نريد للثقافه أن تكون ؟ ونعم كان الوزير يدشن حملة الحوار الوطني من الكرك ونعم كانت مديرية ثقافة الكرك تشعل قناديل الثقافه في كل أوقاتها لكننا بالعموم نرى إنه مازلت الثقافه تعيش حالة الفزعه في كل مناسباتها مثلها مثل دوريات المدن الثقافية التي تعمل لعامها ومن ثم يُغلق ملف الثقافه ويصبح خاضعاً لدور الهيئات الثقافية التي حقيقة تحتاج ان يكون عملها مؤسسي في مشاريع التنمية الثقافية والبعد في كثير من قضايا الثقافه التي يحتاجها الوطن والمواطن , نعم نحتاج إعادة بناء مشروع القصة القصيرة في مدارسنا والبحث عن إولئك النخب ممن يفكر ببعد نظر في هذا الإطار , نعم نحتاج لبناء تشاركية مع مؤسسة التربية والتعليم في تعزيز يوم للقراءة ونشر الكتب الثقافية في كل مدارسنا وإعادة يوم النشاط المدرسي تحت مسميات ترفد مسيرة الثقافه التي نبحث عنها في إطار الدرس والمدرسة .
نخلص بالقول على القائمين على تلخيص الحوار الأول لوزارة الثقافه أن يضعونا بخلاصة الفعِل الثقافي الذي حدث بالكرك لعل منصات الإعلام تستطيع بلورة ما يخدم هذا الجهد الذي نتمنى انه حقق أهدافة الأولية التي جاء من أجلها وأتفق بكل مراره من إن قصتنا تُدرس ببعض أقطار الخليج العربي وهنا تُغيب لأن إرادة البحث عن المكون الإبداعي لأبناء الوطن تعيش حالة الموت والترف البعيد عن كل قيم الثقافة وأولوياتها .