14-01-2020 10:47 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
الإصلاح لغة من فعل أصلح يصلح إصلاحًا ، أي إزالة الفساد وهو نقيض الفساد , لذلك إن عملية الإصلاح لا تحدث في فراغ ولا تنطلق لمجرد الرغبة في التغيير، إذ لابد من توافر بيئة مناسبة أو ظروف موضوعية تدفع باتجاه الإصلاح، وذلك لتجنب الآثار السلبية المترتبة على بقاء الوضع على ما هو عليه، من هنا لا يمكن أن يكون هناك إصلاح ولدينا متسع كبير من الفقر وعدم القدره على العيش بأقل تكاليف الحياة بساطه , لذلك نقول لكل إولئك الذين ينظرون بحاجتنا الى إصلاحات سياسية بأن الشعب بأمس الحاجه لمن يبحث له عن التخفيف من عبئ ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية وتآكل المدخلات للفرد قياساً بواقع الحياة المعيشية الجديد , كيف نسعى لإصلاح سياسي ونحن نخالف بعض غيابياً ونُسجن غيابياً كيف يمكن أن نسعى لأي إصلاح سياسي ونحن ما زلنا نبحث عن هويتنا الثقافية التي تآكلت بِفعل المنتج الذي ما عاد ينسجم مع التراث , كيف نسعى لإصلاح سياسي وهناك غياب غير مبرر للبحث عن أولئك الذين قدموا صورة الوطن في أجمل قيمها , كيف نسعى لإصلاح سياسي ومدارسنا ما زالت بحاجه الى مزيد من التطوير لبُناها التحتية كيف نسعى لأي إصلاح سياسي وما زالت صرخة مدير الخدمات الطبية تدوي في عالمنا من إرتفاع الدين العام وتآكل بعض المستشفيات بشكل خطير من حيث المباني وترميمها , بجانب إرتفاع فاتورة الدين العام وازدياد رقعة البطالة بين الشباب الأردني وتدني دخل الفرد الى ما دون خط الفقر واتساع مساحة المعونه الوطنية التي ما عادت بأرقامها تناسب الحياة المعيشية وارتفاع التكاليف , قيس على كل ذلك إنخفاض مواردنا .
نحن بأمس الحاجة الى إعادة التفكير ملياً ببناء القدرات المالية التي تساهم في رفعة الوطن وبما يناسب وحجم التحديات المحيطة بنا فالأقتصاد القوي يعزز من كل القيم التي تساهم بإصلاح حقيقي اذا ما أردنا ذلك بكل واقعية ودون تجني على الحقائق.
ختاماً إن دعاة الإصلاح عادة ما يستندوا في دعواتهم الإصلاحية إلى عقيدة فكرية أو إيديولوجية تساعدهم في تبرير الأفكار الإصلاحية والدفاع عنها فعادتاً الخطاب الإصلاحي المستند إلى عقيدة أيدلوجية يتميز بوضوح الرؤية وقوة الحجة عند المبادرة أو المشاركة أو حتى عند النقاش، فالعلمانية والديمقراطية والعقلانية والمواطنة هي جميعاً إيديولوجيات يمكن لقادة الإصلاح الاستناد عليها في دفاعهم أو تبريرهم لتوجهاتهم الإصلاحية وإقناع الجماهير بضرورتها. إلا انه ليس من الضروري أن تكون كافة الدعوات الإصلاحية نتاج عقائد سياسية، لا بل إن بعض قادة الإصلاح قد يتبنون أفكاراً إصلاحية تتناقض وعقائدهم السياسية، فعلى سبيل المثال تبنت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجرت تاتشر برنامجاً اقتصادياً إصلاحياً نادى ببيع القطاع العام إلى القطاع الخاص بالرغم من انتماء تاتشر إلى التيار المحافظ