سرايا - كانت حيرتي شديدة، لدرجة جعلتني متوترة وغير قادرة على اتخاذ قرار، ولم تكن الحيرة بسبب عدم وجود الهدف، ولكن بسبب كثرة أهدافي، والتي قد تكون غير متوافقة مع قدراتي ومواهبي، كنت ابحث عن طوق نجاة ينقذني من دوامة الحيرة ويضعنى على بر أمان لهدف يناسبني ويتناسب مع قدراتي وميولي.

هكذا بدأت الطالبة دانا كيوان وصاحبة فكرة مبادرة "وجهة وجهتك" حوارها التي تتحدث فيه عن بداية ميلاد المبادرة وكيف نبتت الفكرة .

قصتها تبدو مشابهة للعديد من قصص الشباب الذين يواجهون نفس الحيرة في اتخاذ القرار بشأن مسارهم الأكاديمي، لكن مع "دانا كيوان" الأمر هنا مختلف، لأنها اكتشفت السبب وبحثت عن الحل، ولم تستسلم للحيرة وقررت اتخاذ موقف، ولم تنكر ان القدر ساعتها في إكتشاف الطريق.

فمن خلال زياراتها المتكررة لأقربائها في دولة قطر الشقيقة، وهب لها القدر من يكتشفها ويضعها على الطريق الصحيح.

ومن خلال إحتكاكها بمن هم في مثل عمرها من الطلبة والطالبات ليس بمنظور الزمالة والصداقة، ولكن من منظور الادارة والبحث في مشاكلهم الدراسية والاجتماعية، أكتشف ان معظم مصاعبهم الدراسية والاجتماعية بسبب نفس المشكلة التي كانت تعانيها من قبل، والتي هى الحيرة في اتخاذ القرار .

فتقول "دانا كيوان" "بعد ان لامست نفس حيرتي في مشاكل الطلبة التي هما بنفس عمري، قررت العمل على نقل تجربتي لأبناء جيلي في المملكة الاردنية، وقررت العمل على مساعدة أبناء جيلي في كيفية اختيارهم لمسارهم الاكاديمي الذي يناسب ميولهم وقدراتهم ، فبدأت جديا في العمل على إطلاق مبادرة تمنح من خلالها الطلاب خاصة المدارس الثانوية فرصة للكشف عن ميولهم وقدراتهم من خلال توجيهم لمعرفة بيئة العمل بشكل أفضل لأكتشاف ميولهم فيها وبالتالي يحددون هدفهم العملي في المستقبل".

وأشارت كيوان بان هذه الجملة هى التي سمعتها ممن حولها عندما عرضت الفكرة عليهم، إلا أنها اصررت على أن تثبت العكس لهم، وكما كان القدر قد وهب لها من يضعها على الطريق الصحيح، اوجد أيضا من كان راعيا لي في تلك المبادرة، فكان الاستاذ يوسف الجاسم هو أول من آمن بها وبفكرتها وبالمبادرة، وكان المصباح الذي اضاء لها خطواتها في تنفيذها، كما لم تنكر فضل عائلتها
االذين ساعدوها وأيدوها في كل خطوة أخطوها في تلك المبادرة فكانت دعواتهم المباركة وتأيدهم الكامل لفكرتها حافزا لها لمواجهة صعوبات الطريق، وواصلت بإصرار لتحقيق الفكرة، وكونت مع مجموعة من زميلاتها فريق مبادرة وجهة وجهتك.

واضافت كيوان أن قمة احساس الفرحة عندما التقينا بالاستاذ فايز المعاريف مدير ادارة التعليم الخاص بالوكالة بالمملكة الاردنية، وكان شاهدا على فاعليات إشهار المبادرة الطلابية وجهة وجهتك يوم الثلاثاء 2019/12/23.، إنه تاريخ فارق في حياتها، من قمة الحيرة والتخبط إلى حسن الاختيار والعمل على مساعدة الاخرين في كيفية إيجاد الخيار المناسب لمستقبلهم .

وبينت ان حلمها لن يتوقف عند هذه المبادرة، فهدفها أن تعمم الفكرة على مستوى مدارس اللملكة الهاشمية حيث تكون ركنا أساسيا في النظام التعليمي في المدارس الأردنية ، كما سوف تسعى الى أن تشمل المبادرة في نسخها القادمة ان شاء الله طلاب المراحل الاعدادية، وان تصبح المبادرة وطنية يستفيد العالم العربي كله من تجربتها".

ولفتت كيوان الى ان هذه المبادرة وان كانت نابعة من فكرتها وتجربتها الشخصية، فهى لن تنجح الا بتضافر جهود مجموعة زملائها الذين ساندوها واقتنعوا بالفكرة والمبادرة وأمنوا بها، ونسعى في المستقبل في تكبيرة الدائرة لتشمل أعضاء من جميع الدول العربية، حتى يستفيد بها كل طلاب وطالبات الوطن العربي بأجمعه".