سرايا -  سرايا - قال سكان في مدينة درعا السورية إن آلاف الأشخاص تظاهروا احتجاجاً مع وصول وفد حكومي لتقديم تعازيه بعد سقوط قتلى على أيدي قوات الأمن في تظاهرات مطالبة بالحرية الأسبوع الماضي.

وقال سكان ان المحتجين في مدينة درعا، اضرموا النار في مقر حزب البعث وقصر العدالة وفرعين لشركتين للهاتف المحمول. ويمتلك رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد شركة سرياتل، وهي احدى الشركتين.

وبدا ان جهود الوساطة التي يقودها وفد حكومي مع سكان المدينة قد اخفق، وبدأ الوضع يخرج عن السيطرة، حيث ان اشتباكات عنيفة دارت بين المتظاهرين وقوات الامن وادت الى سقوط قتيل واحد على الاقل، واكثر من 100 جريح فيما تحدثت مواقع المعارضة عن سقوط اكثر من 4 قتلى.

وافاد مصدر حقوقي بان قوات الامن اطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع ضد الاف المتظاهرين في درعا، ما اسفر عن سقوط قتيل واصابة اكثر من مائة شخص بجروح. وقال المصدر الحقوقي «ان قوات الامن اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الذين فاق عددهم العشرة الاف شخص».

بركان

وتحولت درعا التي هي مسرح لتظاهرات منذ ثلاثة ايام متتالية الى «بركان»، وفق المصدر، خلال التظاهرة التي نظمت في قلب المدينة القديمة.

واضاف المصدر ان قوات الامن حظيت بمساعدة الشرطة المركزية وعناصر لا يرتدون الزي الموحد.

واستقبل مسجد العمري الذي تحول الى «مشفى ميداني» الجرحى، كما قال. وطالب الآلاف من المتظاهرين بإنهاء حالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ 48 عاما.

وقال متظاهرون في الوقت الذي وصل فيه وفد حكومي إلى بلدة درعا للتعزية بالضحايا الذين قتلتهم قوات أمن في تظاهرات الجمعة، إنهم يرفضون قانون الطوارئ وإنهم يتطلعون للحرية.

والتقى مسؤولون بشخصيات بارزة في درعا قدموا بعد ذلك قائمة بالمطالب أهمها الإفراج عن السجناء السياسيين.

ومن ضمن المطالب تفكيك مقر الشرطة السرية في درعا، وعزل المحافظ وإجراء محاكمة علنية للمسؤولين عن القتل، وإلغاء اللوائح التي تتطلب الحصول على تصريح من الشرطة السرية لبيع أو شراء ممتلكات.

وذكر شاهد عيان أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد (من أبناء منطقة حوران) وضابط الاستخبارات السوري الشهير اللواء رستم غزالة رئيس فرع الأمن العسكري في ريف دمشق، ورئيس فرع المنطقة في العاصمة (ايضا من أبناء منطقة حوران) ووزير الإدارة المحلية تامر الحجة، والعضو في القيادة القطرية للبعث الحاكم أسامة عدي، قدموا واجب العزاء امس، وان الوجهاء وخطباء المساجد نقلوا عنهم رغبة الرئيس الأسد بلقاء الأهالي للاستماع إلى مطالبهم وتهدئة الخواطر.

الإفراج عن 15 تلميذا

وسعت الحكومة لتهدئة الاستياء الشعبي في درعا بوعدها بالإفراج عن 15 من التلاميذ الذين ساعد إلقاء القبض عليهم لكتابتهم شعارات احتجاج على الأسوار في إذكاء المظاهرات.

وقال بيان رسمي إن التلاميذ الذين كتبوا شعارات مستلهمة من الانتفاضتين في تونس ومصر سيفرج عنهم على الفور. وكان هذا البيان حدثا نادرا في سوريا استجابة للضغط الشعبي.

تظاهرات أخرى

وظهر من صفحات على «فيسبوك» أن نطاق ما بات يعرف باسم «الثورة السورية» قد يتسع مع إعلان انضمام قبائل ومدن سورية جديدة، حيث تواردت أنباء أن مدينة حماة السورية انضمت للتظاهرات، وهي المدينة التي قتل فيها عشرات الآلاف خلال فترة الثمانينات على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما أعلنت قبيلة «النعيم» انضمامها للثورة أيضاً. وتحدثت مواقع المعارضة عن قمع قوات الامن لتظاهرة خرجت في ساحة شمدين في العاصمة السورية دمشق.

ولليوم السادس على التوالي تواصل التظاهرات في سوريا حيث شهد الاحد سقوط قتيل خامس على يد القوات الامنية في درعا مع تسجيل اكثر من 100 اصابة واحراق عدد من المباني الحكومية والخاصة في المدينة.

وافاد ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ان متظاهرا قتل خلال هذه التظاهرة الاحد برصاص قوات الامن السورية.

وقال هذا الناشط الذي شارك في التظاهرة طالبا عدم كشف اسمه ان "القتيل الاول بين المتظاهرين اليوم الاحد سقط برصاص حي ويدعى رائد اكراد".