حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3947

اعمى يقود مكرسح

اعمى يقود مكرسح

اعمى يقود مكرسح

17-01-2020 09:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الشريف
يحكى انه كان هناك رجل مشلول وباللغة المحكية مكرسح وجد نفسه يوما في مكان لا يعرفه بل جاء اليه فجاة .وصدفه وفي لحظة ضياع ... ولم يكن يعرف الطريق ولا الدهاليز وكان ينتظر ان يأتيه في ذاك المكان رجل يقوده وعسى ان يخرج من مازقه.
وهو في غمرة التفكير مر رجل يمشي على غير هدى مرة يقف ومرات يتعثر ويقع ويتكيء على عصاه لكنه ينطق بلسان مبين فناداه المكرسح وقرر ان يعقد معه اتفاقا يقوده فيه الى اخر الطريق فوافق الاعمى فورا ودون تردد بعد ان اسمع المكرسح الكلام المعسول وشرح له خبراته وبدا المشوار.
الاعمى يسير على غير هدى والمكرسح لا يستطيع تصحيح المسار الا اذا ما مر احد تائه في الطريق ايضا فكان يدلهم على طريق التيه ..والنهاية لا الاعمى استطاع ان يقود ولا المكرسح استطاع ان ينهي الطريق .
قصة الاعمى والمكرسح نراها في كل المجالات ففي السياسة هناك حكومة عمياء تقود مجلس نواب مكرسح الى الهاوية فلا مجلس النواب يستطيع ان يصحح ولا الحكومة تستطيع ان تحدد الطريق والنتيجة ضاع الشعب .
في الرياضة ايضا هناك رئيس ياتي على غفلة من الزمن او عن طريق الصدفة نراه كالمكرسح ... فيتعاقد مع مدرب اعمى ليقود المسيرة وفي النهاية عقود خرافية وسمسرة كبيرة ومديونية اكبر وشكاوي اكبر ومن ثم ضياع نادي .
والغريب في الامر ايضا ان هناك من يراهم وهو تائه يبحث عن مكان فيدلهم من جديد على الطريق الذي تاه فيه وسط تصفير عميق واعجاب من الرئيس المكرسح والمدرب الاعمى.
في التعليم ايضا مدارس يقودها عميان وطلبة من المكرسحين كذلك الجامعات لا المكرسح يستطيع ان يتعلم ولا الاعمى قادر ان يقرا حرفا واحدا ....
في الاعلام ايضا صحفي مكرسح يقوده اعلامي اعمى لا الاول يستطيع ان يقول ما يريد ولا الثاني يستطيع قراءة ما يريد المكرسح فاصبحنا نبحث عن برد الشفا ليمثل اعلامنا.
والمصيبة في كل الحالات هناك شعب ينتظر فاما معارض بسخرية تامة من الوضع واما سحيج لا يشق له غبار لمنفعه بسيطة وكلامهما كالهارب من وخز الدبابيس ليجلس على الخوازيق .
هذه حياتنا في الاردن وقصة الاعمى الذي يقود مكرسح تنطبق على كل المجالات ولذلك نرى التيه والضياع والمديونية والترهل والفساد الذي بات يجد له حماة كثر ومدافعون عنه اكثر مقابل فتات لا يسمن ولا يغني من جوع حتى صرنا نرى الاساءة ومخالفة العادات والتقاليد والقيم والشرائع السماوية جهارا نهارا دون حسيب او رقيب حتى ان من اراد ان يصلح يصبح مثل القابض على جمر من نار ..بل ربما يصبح هو الفاسد والاعمى والمكرسح.
المهم طول ما هي البلد تنتج اعمى ليقود مكرسح فهي لن تقوم لها قائمة ابدا...وستبقى ابدا مثل البطريق الذي ينفش صدره ويمشي على غير هدى فاذا ما اطلت اول فقمه ابتلعته ...
خلاصة الامر اذا وسد الامر لغير اهله فانتظروا قيام الساعة ......لم يبقى علينا الا الاعور الدجال ليحدثنا عن الجنة والنار ..وليعدنا بالسمن والعسل ..باين اقترب الامر فاستعدوا








طباعة
  • المشاهدات: 3947
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-01-2020 09:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم