سرايا - كتب خالد ناصر عبيدات - التماثل للتميز كالتماثل للشفاء تماما لا يختلفان الا في الاستعداد لكليهما والتحضير لرحلتيهما المتلازمتين اللتان تعود بهما الدورة الدموية للسريان من جديد في جسد مؤسساتنا العامة التي تحاول ان تتعافى من امراض البيروقراطية واوهان التخلف الإداري وادران العقليات المغلقة التي لم تخرج من جحرها يوما ولم ترى على المطلق ما آلت اليه احوال الناس والمجتمعات التي تقاتل لتكون قيم الانتماء والتميز رهانا ناجحا يعول عليه الباحثون عن الخير الجمعي المعني بسيادة قيم الجماعة واخضاع القيم الفردية لحتمية النفع العام .

التماثل للشفاء هو دافعية هذا العصر ومحرك علاقاته جميعا لترتبط كلها بمفاهيم يطلق عليها الكثيرون اسم مفاهيم التميز واسميها أنا مفاهيم الحياة ... مفاهيم حياة لأن الاوصال فينا تكاد تقفز فرحا كلما تعاظمت نسبة الاستعداد لنكون شيئا مذكورا يشار اليه بالبنان ويصبح علامة وصل تعود بالانسان الى ذات الهدف الذي خلق من اجله والمتمثل في عمارة الارض بالعديد من الادوات المسماة شرع الخالق الذي اوجدها لتكون اعمدة للحياة البشرية لا تصلح الا بها ولا تستقيم الا باعتقادها واعتناقها وشرعنة كل ما يتعلق بوسائل تحقيقها .

دائرة الاراضي والمساحة حقا من المؤسسات التي آمنت بذلك وايقنت كوادرها أن العمل من اجل مجتمع كما الاردني هو بحد ذاته فضيلة يتسابق اليها الجميع على مبدأ احمل محراثك واتبعني ، لتعم رواسخ تأصلت في مصطلحات الحياة اليومية على رأسها اشاعة الأمن العقاري الذي بات مثالا يحتذى واشارة واضحة جلية على أن العمل عبادة على الرغم - وكالعادة على مر العصور - من وجود بعض العصاة هنا او هناك ممن لا يشكلون فارقا طالما الهدف واضح والقيم النقية التقية خارطة طريق لا حياد عنها ، بل انها تمتزج بنسائم عليلة تترنم بتغريدات انيقة يلعب التميز دور الموسيقار عند عزفها .

عاينت بنفسي تلك الطريق التي اوصلت مديرية تسجيل اراضي بصيرا ومديرية تسجيل اراضي العقبة الى التميز من خلال المشاركة في جائزة الخدمة الحكومية المتميزة ... فلقد كان هاجس الادارة على الدوام الحرص على تأطير العلاقة بين الدائرة ومتلقي الخدمة بحيث تكون طلبات متلقي الخدمة اوامر ينصاع اليها كل من يؤمن بالهدف الاسمى الذي وجدت من اجله الدائرة منذ العام التاسع والعشرين من القرن الماضي ، وعملت الادارة على تحقيق التوازن بين الاهداف وطرق الوصول اليها ، فكان التميز هو الطريق الأضمن والأسلم لترسم بذلك لوحة جميلة تتراشق الوانها وتتحد لتعبر عن فريق واحد بقلب واحد وتوجه واحد هو الأقدر على الوقوف على حاجات متلقي الخدمة وتنفيذها بامكانيات تعد ضئيلة بالنظر الى عظم الهدف وتشعبه ، فكان من التميز ايضا ان تعاضد الاطراف الجسد ، فأنشأت الدائرة قسما يعنى بكل ما يتعلق بالابداع والتميز ليكون منارة تساهم في نشر ثقافة التميز في كافة اركان الدائرة ويعمل كذلك على توفير ادوات الابداع في ذات العمل لتحقيق ذات الاهداف ، بوسائل اتخذت من التشاركية والتأهيل المستمر طريقا اوحدا مفاده أن هذه الدائرة كما هو الاردن الاغلى والاعز يستحقان العطاء بلا حدود ، فعمل هذا القسم على نشر مفاهيم التميز .. مفاهيم الحياة في الدائرة بهدف تقديم الخدمات الأدق والأجود لمتلقي الخدمة وتحقيق متطلباته والتنبؤ بها بطرق متميزة واضحة شفافة اتت ثمارها واعطت اكلها بشهادة متلقي الخدمة والشركاء وغيرهم .

فبعد سنين عجاف حصلت الدائرة قبلها على نجمة التميز لمديرية تسجيل اراضي شمال عمان عام 2017 واخرى لمديرية تسجيل جنوب عمان في العام 2016 ، فعمل القسم

كخلية نحل واشرك بناء على توجيهات الادارة العليا خمس مديريات في جائزة الخدمة الحكومية وهي مديريات : بصيرا ، العقبة ، بني كنانة ، دير علا والمزار الشمالي فتحصلت كل من مديرية تسجيل اراضي بصيرا ومديرية تسجيل اراضي العقبة على نجمة التميز ، تميز موظفوها فتميز العطاء ، اعطى الجميع فكسب الجميع فتميزت المسيرة وتوحدت القلوب . كل الشكر لكل من ارتقى فإرتقت برقيه مسيرة دائرة تكد وتجتهد لتكون مثالا يحتذى رغم كل التحديات . شكرا موظفي اراضي بصيرا .. شكرا موظفي اراضي العقبة على كل ما قدمتموه لمجتمع ينتظر منكم المزيد .