21-01-2020 09:30 AM
بقلم : المهندس هايل العموش
يُقاس الرفاة المجتمعي للشعوب والدول بحجم إنفاقها على خدمات الصحة والتربية والتعليم والأمن الغذائي والمائي والنقل, والأهم من الإنفاق هو جودة المنتج المُقدم للشعب بهذا الإنفاق.
جودة الخدمة الصحية المقدمة للمواطن في كل التجمعات السكنية، تأمين صحي شامل بجودة عالية وبتكاليف مناسبة،الحصول على علاج وخدمة دوائية مناسبة باسهل الطرق هي حقوق بسيطة يمكن تامينها للمواطن الاردني بدون ان يكون هناك فوضى عارمة في كل شي
كيف نفعل ذلك وماذا نستطيع ان نعمل لمعالجة الخلل الحاصل في الاردن والفوضى الغير صحيحة نهائيا في مجال المعالجة الصحية والتشتت الكبير وتعدد الجهات وانتشار الهدر للمال العام في كثر الاجراءات والتحاويل والشكوى الدائمة من المواطنين وعدم توافر الاختصاصات الدائمة وعدم وجود الادوية وكثير من الامور التي التي يمكن معالجهتا بطريقة حضارية وملائمة لكل ابناء الوطن وتوفر المبالغ المالية الهائلة التي تربك الدولة الاردنية وترهق الموازنات واخرها ما حصل من خسائر في مرفق هام كالخدمات الطبية الملكية بمئات الملايين .
ان الوصول إلى التأمين الصحي الشامل لكافة المواطنين يحقق هدف كبير وهو الرفاه الصحي للمواطنين ويحقق جودة هذا التأمين من ناحية نوعية الخدمة ومن ناحية سرعة التقديم، ولا يقل أهمية عن ذلك الأثر المالي لهذا الرفاه على الدولة وعلى الفرد.
المواطن الأردني يستحق الرعاية الصحية الشاملة بكل مكوناتها من جوده ورفاه ، ونحن نستطيع ان نفعل الكثير، المهم ان تكون المصلحة الوطنية العليا قبل المصالح الشخصية لبعض اللوبيات هنا وهناك وأصحاب القرار في القطاع الصحي ، وان نتفق على ان رسالة الصحة الانسانية تعني كرامة مقدِّم الخدمة ومستقبلها بنفس الوقت والانتقال الى الاردن الحضاري والانساني والذي يتواكب مع رؤية جلالة الملك بان يصل الاردن الى مراتب الدول المتطورة والمتحضرة في كافة المجالات.
القطاع الصحي في الأردن يعاني مشاكل كثيرة جدا، أولها وأولاها بالحل هو تشتت صناديق التأمين الصحي. هذا التشتت الذي يشكل مقتلا لكل محاولة إصلاح صحي وضبط للإنفاق غير المبرر في بعض الحالات.
مستشفيات الصحة ومستشفيات الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية والمركز الوطني للسكري والخلايا الجذعية ومركز الحسين للسرطان والقطاع الخاص ،وغيرها من المراكز الطيبة التابعة لمنظمات وجمعيات محلية ودولية جميعها تشارك في هذه التشتت الذي مهما كانت الجهود التي تبذل من قبلها لخدمة المواطن الاردني ولكنها عاجزة عن تنظيم المعالجات والرعاية الصحية بطريقة متميزة .
وتعاني الرعاية الصحية أيضا بسبب ضعف منظومة الرعاية الصحية الأولية وعدم تقوية تخصصي طب الأسرة والطب النفسي. وتعاني بسبب مركزية بعض الخدمات الصحية وبسبب عدم التشاركية في تقديم الخدمة بين مؤسسات الوطن الصحية.
من أهم خطوات الحل المقترحة هو إعادة احياء المؤسسة الطبية العلاجية وتامين الحماية اللازمة لنجاحها و جعلها مسؤولة اداريا عن كل الكوادر البشرية والخدمات الصحية في مستشفيات الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية والمركز الوطني للسكري ومركز الحسين للسرطان والتنسيق مع القطاع الخاص والنقابات والمجالس الطبية بهدف ايجاد تامين صحي شامل وتنظيم معالجة ذات جودة عالية تعمل على تشغيل كافة القطاعات في الاردن بطريقة تشاركية ترقى الى مستوى الدولة المتحضرة التي تسعى الى تامين المواطن الاردني بما يستحق من امان صحي ذو جوده عالية وتوفر على الدولة الكثير من الاموال التي تهدر بطريقة واخرى ننتيجة تشتت الجهات العلاجية في الاردن وما يدخل من خلل بكثير من الامور .
هذه المؤسسة ستكون مسؤولة عن تقديم الخدمة الصحية لكل المواطنين في كل المستشفيات, وستكون الطريقة الوحيدة لسد النقص في كل التخصصات, بحيث يغطي جميع الاطباء في المستشفيات المذكورة اعلاه الخدمة الصحية في كل مناطق المملكة,و كلٌ حسب تخصصة وحسب حاجة المنطقة السكنية له، والمؤسسة الطبية العلاجية سترفع اداء جميع القطاعات الصحية في المملكة
كليات الطب المتعددة في الجامعات الاردنية وترخيص جامعات طبية جديدة واعداد الخريجين في الطب بتزايد مستمر كل هذا بحاجة لضبط وتنظيم يخدم هدف قيام المؤسسة الطبية العلاجية لتامين رعاية صحية ذات جودة عالية في الاردن.
المجلس الطبي الأردني, الذي هو صمام جودة التدريب الطبي والصحي وجودة الخريجين في كل مؤسسات التدريب من مستشفيات الصحة والجيش والجامعات والمستشفيات الخاصة, والمحافظة على هيبة امتحان الاختصاص الاردني.
و مجلس اعتماد المؤسسات الصحية وهو مؤسسة معروفة على مستوى المنطقة وتملك مؤهلات وقدرات عالية على ضبط الجودة, فما الذي يمنع ان تنبثق من المجلس هيئة رقابية عليا تمتلك ضابطية وقادرة على المحاسبة او التوصية بالمحاسبة لأي مؤسسة عامة او خاصة لا تقوم بتقديم الخدمة الصحية للمواطن بشكل مناسب، نحتاج لمؤسسة طبية علاجية تعنى بجودة الرعاية الصحية في الاردن وان نكون جميعا في خدمة الوطن والمواطن الاردني في مجال الرعاية الصحية وتنظيم العمل في كافة القطاعات والمستشفيات والمراكز والنقابات الصحية في الاردن .
المؤسسة الطبية العلاجية الطريق الصحيح لنسير على خطوات ثابته في مواكبة التطور العلمي والحضاري والصحي وتامين رعاية صحية شاملة ومتميزة للمواطن الاردني بعيد عن المصالح الضيقة والشخصية ومراكز القوى التي استفادت من مقدرات البلد بدون أي وجه حق وان الاوان ان نضع حد لجشعهم ووضعهم العصي في دواليب التطور والمصلحة العامة للمواطن الاردني والله اسال ان يحمي الاردن وشعب الاردن من كل الفاسدين والمغرضين واصحاب المصالح الضيقة ويجب ان يعمل الجميع لخدمة ابناء الاردن المخلصين لتراب الوطن .