21-01-2020 10:03 AM
بقلم : مصطفى الشبول
أبو إبراهيم بعد ما تقاعد من العسكرية برتبة رقيب قرر أن يفتح مشروع صغير يسترزق منه بسبب الظروف الاقتصادية القاسية والغلاء الفاحش ، وبحكم انه ما معه صنعه ولا حرفه بين أيديه فتح دكان بالحارة برأس مال ألف دينار (مكافئة نهاية الخدمة ) وفعلاً الله يسّر له، ومشت أمور الدكان لأنها الوحيدة بالحارة وبعيدة عن السوق العام .... دكان متواضع حتى انه ببيع السكر والرز بالكيلو والنصف الكيلو وببيع دخان فرط بالسيجارة ، ويوم عن يوم تطورت الدكان وحط فيها ثلاجة بيبسي وصار يبيع خبز ربطات ولبن بالدلو وبالعلب عدا عن البطيخ والحمص الأخضر وقت نزوله...
أبو إبراهيم زلمه كيوف وبحب الارجيلة وكان يدخنها بالدكان ، مرة بالنهار ومرتين بالليل ، لكن المصيبة شباب وزلم الحارة تعوّدوا على قعود الدكان ومشاركة أبو إبراهيم الارجيلة وصاروا يتجمعوا عنده من بعد المغرب حتى منتصف الليل لما يسكر الدكان، وهذه الشيء أثر على عملية البيع بسبب تجمهر الشباب بالدكان ، حتى أنه نساء الحارة والبنات الصغار اللي متعودات يزورن الدكان للشراء لما يشوقن تجمع الشباب يرجعن للبيت أو يروحن على دكان ثانية ، أبو إبراهيم لمس تراجع البيع وعرف شو السبب فقرر إلغاء شرب الارجيلة بالدكان على أمل تخفيف التجمعات، ومع هذا لم يستطع منع تجمع شباب وزلم الحارة من الجلوس عنده ، وما زال لغاية الآن يعاني من سهراتهم وتجمعاتهم عنده ، ويخجل أن يخبرهم بذلك كونهم يكبروه سناً، ورغم أنه يلمّح لهم بعض الأحيان إلا أن التلميح لم يجدي بهم ، ولسان حاله دائماً يقول : ما بكفيش الحكومة والنواب علينا كمان الشعب (طباشة البياع ) صار علينا ...
فنقول لمثل هؤلاء وخاصة الشباب الذين يجتمعون في سوق الملابس الشرقية بالقرية وعلى أبواب المحال ، لا تجعلوا أرزاق الناس أماكن لسهراتكم وجلساتكم .
وما زالت دكان أبو إبراهيم حتى البارحة في المساء مليئة بشباب الحارة وزلمها ، وأبو إبراهيم ليس بيده حيله سوى الترحيب بهم وتجهيز الكراسي من كراتين البيض لهم ، وهذا الكلام قرأته البارحة في عيونه عند شراء الشيبس للأولاد وتم نشره بناءً على طلبه.