بقلم :

عطلة منتصف العام الدراسي هذا العام اقترنت بعطلة عيد الاضحى مما جعلها تسمح لنا بأن نقضيها في ربوع الاردن وبالتحديد بين الاهل في محافظة الكرك , عطلة تختلف عن سابقاتها لأنها جاءت شتوية هذا العام رغم ندرة الامطار , عطلة عشنا خلالها معاناة الناس في الكرك بشكل خاص من حيث الأسعار المرتفعة أولاً والواقع الخدمي في المحافظة ثانياً نهار قصير وليل طويل وفراغ كبير يعيشه فئة كبيرة من الشباب اللذين تحدثت معهم اثناء جلوسي أحد مقاهي الانترنت , تكلمو كثيراً عن الواقع المر الذي يعيشونه وانتقدوا الاوضاع التي اَلت اليها محافظة بحجم الكرك . تكلموا عن النوم مبكراً لخفض الاستهلاك في مواد الطاقة وتوفير في الطعام , تحدثوا عن انقطاع الكهرباء , انتقدوا بلدية الكرك التي اهتمت بالزخرفة والديكورات والسيراميك الغالي وتركت شوارع وأحياء بلا نظافة ولعل جبل القمامة الموجود في المدينة الحرفية اكبر دليل على ذلك , شوارع كثيرة في المحافظة لا يوجد فيها ما يدل على انها شوارع , بلدية انتخب رئيسها من فئة كبيرة من الشباب لكنهم لم يجدو منه اهتمام . مستشفى الكرك الحكومي وواقعه المؤلم في مستوى الخدمات التي يقدمها من أهم ما ركز عليه الشباب في حديثهم , طوارئ بدائية في كل شئ وطبيب لا ينهض عن مكتبه الاّ بعد وصول الحالة بوقت طويل , عيادات خارجية مزدحمة , علاجات كثيرة مفقودة , مشكلة التحويل من المراكز الصحية في القرى وخاصة النائية والتي لا يزورها الطبيب الاّ يوم أو يومين وأن جاء لا يجلس اكثر من ساعة للتوقيع على الوصفات الجاهزه هموهم كثيرة في ما اَلت اليه الاوضاع لكن اصرارهم كبير على قبول التحدي . خليل فراية