22-02-2008 04:00 PM
السلط يا حاضرة.. يا خالدة منذ الازل.. المأهولة على مر التاريخ.. والتي يحملها الزمن معه كيفما تغير وتقلب كنزاً ثميناً.. ونجماً لا يعرف الأفول. السلط التي تتألق وتزدهر مهما ضاقت بها الأحوال أو تغيرت من حال إلى حال. وها هي الآن.. تتوهج مثل شعلة إلهية.. وهاهو مسجدها الصغير ..الساطع يتقاطر نحوه الناس كما كانوا يفعلون دوما.. وها هي أسواقها تتلألأ بالزينات ... سوق الحمام والميدان .. تزغرد فرحاً بزائريها وزبائنها.. وبالمتفرجين أو السائحين فيها... ولا يزال واد الاكراد في عروقها ليتدفق في ثناياها.. ومقهى المغربي .. والقماز .. تختبئ حيناً وتظهر أحياناً في أعرق الأحياء والحارات. وأنا.. ابن السلط.الحاضرة الغائبة.. لم أشهد لها مثل هذا الألق.. ولعله اللقاء.. أو لعلها روح العشق للسلط. روح يعرفها ويعيشها أهل الاردن جميعاً.. فهي التي احتضنتهم.. أو هم احتضنوها بالقلب والعين . فيها عاش رجالاتها.. وسياسيوها.. ونوابغ الفكر والفن والأدب.. على توالي الحقب. أكاد أصبح تائها عنها.. أو هي تغيب عني.... صحيح أنها التصقت بمن ساكنها وعايشها التصاق الشفاه بالخد . من اراد ان يرسم السلط ..عليه أن يقبض على سر الزمان وسحر المكان.. فهما وحدهما يشكلان الإنسان… إنها البلقاء.. لا تنفلت من التاريخ.. ولا تفلت من يدها التاريخ..بل هي تصنعه.. ثم تضمه إلى متحفها الخالد ليكون شاهداً على عظمتها وديمومتها... انها حقا عاصمة الثقافة الاردنية بامتياز.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |