حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 625

نحن الاردنيين .. ونظرية البالون؛؛؛؛

نحن الاردنيين .. ونظرية البالون؛؛؛؛

نحن الاردنيين  ..  ونظرية البالون؛؛؛؛

25-01-2020 11:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس

في 21 من الشهر الجاري اطلق المجلس الاقتصادي والاجتماعي تقريره السنوي (حالة البلاد 2019)، الذي يهدف أساساً إلى متابعة أداء وزارات الدولة ومؤسساتها المعنية ومراقبتها بناءً على ما أعلنته هذه المؤسسات من استراتيجيات وأهداف معلنة تسعى إلى تحقيقها، التقرير أشار إلى ازدياد حجم فجوة الثقة القائمة بين الحكومات والناس سببه ضعف حلقات الإدارة العليا، وغياب الرقابة والمساءلة على صعيد المؤسسات، الامر الذي يقود في نهاية المطاف الى مزيد من التراجع والذي غدونا نلمسه في كافة مناحي حياتنا اليومية . لكن من أهم نتائجه والأكثر بروزاً هو ضعف مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تحقيق أهدافها المعلنة، حيث ان هذه الوزارات تضع خططاً طموحة وبراقة بدون وضع خطط تنفيذية يمكن تطبيقها على أرض الواقع(شعارات براقة ) ونصل بمعية التقرير الى التوصية الأشمل التي خرج بها الا وهي التأكيد على ضرورة الإسراع في تغيير نهج الإدارة العامة للدولة مع البدء بتحسين أداء الوزارات الخدمية تحسيناً ملموساً ليشكل مدخلا أوليا للبدء في تضييق فجوة الثقة القائمة، والتي سيكون لها تأثير إيجابي على مسار التغيير الاجتماعي في البلاد. وخلص التقرير إلى أنه في غياب فهم موحد للمصلحة الوطنية يتعذر بناء توافقات وإجماعات على القضايا المطلوب التوافق عليها وطنيا .


هذا التقرير يذكرني بنظرية البالون التي كنت قد قرات عنها وهي بالمناسبة لوليم شكسبير وهو يؤلف لاحد كتبه كان يقول :" (لو كان لي ابن فسأسعى إلى أن يكون البالون أكثر ألعابه، وأشتريه له باستمرار. فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة. تعلمه أن يصبح كبيراً، ولكن بلا ثقل ولا غرور، ..تعلمه ألا يضغط كثيرا على الأشياء التي يحبها، لأنه سيتسبب في انفجارها وفقدها للأبد، وسيعلّمه البالون أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون، ففي النهاية سينفجر في وجهه، وسيؤذي نفسه بنفسه، ....) ". .(انتهى الاقتاس).

نص جميل وكلام رائع من وليم شكسبير وكأنما هو بيننا اليوم , فالتقرير الصادر الذي بلا شك يمس كل واحد منا مسؤول كان ام مواطن .هذا التقرير الذي اصابني باحباط كبير مع انه يتوجب علي ان اكون ايجابية لاني احب ان اكون كذلك, حيث ذكر بان الاوضاع الاقتصادية اردنيا بتراجع , مؤسسات الدولة ضعيفة هزيلة , نهج التعديلات الحكومية المتتالية حتى اليوم لم يحقق المأمول منه .


بالرجوع الى نظرية البالون والتقارير الصادرة وبالبحث في انجازات حكومة النهضة (لا اعلم عن اية نهضة يتحدثون ) فهل تود هذه الحكومة وحتى الحكومات التي ستتلوها (كلها مثل بعض) , السير بنا نحو هذه النظرية (نظرية البالون ) اذا ما استمرت بنهجها المتبع (وتفقعنا) ؟ (علما بان دراسة حديثة بينت اننا في الاردن وخلال العشرين سنة الماضية كان لدينا فائضا والحمدلله بعدد الوزراء حيث بلغ مجموع وزرائنا 334 وزيرا ) (اول فائض نلمسه) . فنحن في الاردن لدينا نهج عظيم يتوجب على الاخرين الاستفادة منه وتقليده (التجربة الاردنية ) , فالمناصب تورث (وهذه مصيبة ) , والمسؤولون يستفاد منهم في اكثر من منصب ( اعادة التدوير ) , وهناك ازمة ثقة بين المواطن والمسؤول , مجلس نواب اكثر اعضائه (سحيجة) ) وليس لدويهم سوى الكلام , رفع الصوت , مال يزيد عن حاجاتهم ويبعثرونه (ليلتصقوا بالكراسي ) ولديهم فنون في اخراج المسرحيات الهزيلة وعرضها على الجمهور (صح النوم الان استفقتم وشرعتم بالتلويح وعرض العضلات والتفنن ببحث الامور ) لكن هيهات فقد كشفت اوراقكم وانتم تشمرون عن سواعدكم وتعدون العدة لخوض المعركة الانتخابية القادمة وتتنقلون كالفراشات في اركان الوطن , وجاهاتيا (ترؤوس الجاهات ) واجتماعيا وتتلمسون حاجات المواطنيين قبل ان تنقل لكم (استشعار عن بعد). ماذا لدينا ؟ , اشياء صغيرة وغير مهمة لدينا فقط ازمات ثقة , ومسؤولون يتوجب اعادة تقييمهم . .موازنات هزيلة ,سياسات متردية, اداء حكومي ضعيف, فقر تزداد مستوياته, وبطالة تستشري بين شباب الوطن (بناة الغد ), تقارير حكومية تضرب بالمواطن واحتياجاته عرض الحائط . الاغنياء وللاسف في وطني الحبيب يزدادون غنى , والفقراء يلهثون وراء رغيف الخبز,اجزم بان المواطن الاردني لم يعد يأبه باي شئ , اجزم بانه اصلا لم يستمع للمناقشات النيابية وردود الحكومة ولا لقراءة مثل هذه التقارير المحبطة ,سياسات وسياسات لم نجني منها اي عائد ولم نرى فيها اي ايجابيات , هنا اتحدث عن المواطن العادي الذي لا تهمه الارقام والنسب المئوية وحجم الفائض وغيرها من مصطلحات للاسف تعيدوا وتزيدوا وتحللوا فيها (وعند عمك طحنا). كمواطن عادي ماذا سأجني ؟ اود اجابة مفهومة بسيطة ليس بارقام وتحليلات؛ بدها عالم اقتصادي متخصص ليفهمها . اوضاع ربما ووفق نظرية البالون قد تصل بنا نحو الانفجار.
لنعيد تقييم الامور من جديد , والبحث عن بدائل تصب في مصلحة المواطن , وتضييق الهوة بين الطبقات في المجتمع الاردني عشان ما(نفقع ) (وننفجر)).وفي الجانب الاخر حتى لا ينفجر المسؤولون من كثرة من يمتدحهم ويمتدح ادائهم المتميز (وينفجروا مثلنا لكن من منعطف اخر) ( من شوفت الحال والميزات التي يحصلون عليها ), لنتعلم فنون السياسة بجوانبها المختلفة , ولنعطي كل مسؤول حجمه الطبيعي خاصة في اعقاب المجيء بمسوؤلين جدد (براشوتات ) سحجوا لهم وافهمونا بانهم المنقذين العظماء , اوضاع تتطابق مع ما ذكره شكسبير( فان المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الاشخاص لمصلحة ما تشبه النفخ الزائد للبالون والذي سيقود بالنهاية الى الانفجار في وجه صاحبه وسيؤذي نفسه بنفسه) . ايها المسؤولون الوطن والحمدلله سيظل بخير اعيدوا تقييم انفسكم اولا , فهذا الوطن لنا فلا تعاقبوننا على حبنا وعشقنا لكل حيثياته.








طباعة
  • المشاهدات: 625
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم